أبو غزالة: ربط الإسلام بالإرهاب مغالطة

قالت الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية السفيرة هيفاء ابو غزالة إن “اختيار القدس عاصمة للإعلام العربي يأتي لمكانتها الخاصة الدينية والقومية لدى العرب جميعا".
وأضافت أبو غزالة، التي تشغل كذلك منصب رئيس قسم الإعلام والاتصال في الجامعة في حديث مع “الغد" في عمان الاسبوع الماضي، ان “قرار مجلس وزراء الإعلام العرب بهذا الخصوص بمثابة رسالة للعالم أجمع ان القدس عربية وستبقى كذلك"، لافتة إلى أنه “سيتم تنظيم احتفال بهذا الحدث نهاية العام".
وتطرقت أبو غزالة في حديثها إلى جائزة التميز الإعلامي التي أطلقتها جامعة الدول العربية لأول مرة العام الحالي، لافتة إلى أن الجامعة تلقت 50 طلب مشاركة من مختلف الدول العربية وتم تشكيل لجنة تحكيم من الدول العربية لاختيار الفائزين.
وأشارت إلى انه تم تخصيص الجائزة حسب اقدمية الوسيلة، حيث تم تحديدها في العام الأول للإعلام المقروء “الصحف" فيما سيتم تخصيص الجائزة العام المقبل للإعلام المسموع “الراديو"، مشيرة الى انه تم التركيز في الجائزة الأولى على “دور الإعلام في مكافحة الإرهاب"، كما كرمنا شهداء إعلاميين ومؤسسات إعلامية وشخصيات إعلامية كان لها دور مؤثر في المجتمعات.
وكانت “الغد" حصدت الجائزة لفئة أفضل تحقيق استقصائي للزميلة حنان الكسواني بعنوان “الغد تتتبع رحلة الموت لضحايا شبكات تهجير غير شرعي".
وحول فكرة طرح الجائزة قالت أبو غزالة، “اتفق وزراء الإعلام العرب على تحديد 21 من نيسان (ابريل) من كل عام يوما للإعلام العربي" تقديرا لإنجازات وجهود الإعلاميين العرب وعطائهم المتواصل، وتعزيزا للدور البناء الذي يلعبه الإعلام في خدمة قضايا المجتمع، وعرفانا بإسهامات الإعلاميين في إيصال الصوت العربي إلى العالم.
وبينت ان الاحتفال بهذا اليوم يهدف إلى تطوير الخطاب الإعلامي ليكون “إعلاما عربيا" قادرا على بناء رسالة إعلامية، وترسيخ مجموعة القيم والمبادئ المهنية والأخلاقية الخاصة بالإعلام، وتطويره وتأهيله للقيام بالدور الواجب عليه، ومواكبة المستجدات الإقليمية والدولية، وليكون منصة عربية للإعلام في الفضاء الإعلامي الجديد.
كما تطرقت ابو غزالة في حديثها الى الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب والتي تنص على “تضافر الجهود الإعلامية للدول الأعضاء لمواجهة الإرهاب والذي بات خطرا يهدد استقرار وأمن المنطقة والعالم والإسهام بقوة في تجديد المضامين الإعلامية فيما يخص مواجهة الإرهاب".
والى جانب الجهود في تعزيز الإعلام العربي، لفتت أبو غزالة إلى خطة اقرها مجلس وزراء الإعلام العرب للتحرك الإعلامي العربي في الخارج، بهدف “التصدي للحملة المعادية وتصحيح الصور النمطية التي تروج لها بعض وسائل الإعلام الخارجية عن العرب والمسلمين".
وأوضحت ان “الخطة تشمل تنظيم منتديات في الخارج لتوضيح الصورة وتفنيد الافكار التي تربط بين الاسلام والارهاب"، لافتة الى انه تم اخيرا تنظيم منتدى في نيويورك بالتعاون مع الأمم المتحدة، كما تم استضافة شخصيات سياسية واعلامية دولية للحديث عن مكافحة الارهاب.
وبينت ان “الرسالة من مؤتمر نيويورك كانت التأكيد على ان الإرهاب لا دين له، وأن هناك مغالطة بين ربط الإسلام بالإرهاب فيما أكثر ضحايا الإرهاب في المنطقة هم من المسلمين"، مشيرة الى ان “منتدى مشابها سيتم عقده قريبا في جنيف بالتعاون مع مكتب الامم المتحدة لحقوق الانسان".
ولفتت الى أن الخطة تعتمد على خطاب واقعي ومتزن بعيدا عن العاطفة، ويلقي الضوء على واقع العرب والمسلمين، وتفنيد ما يتم اظهاره في بعض وسائل الاعلام في اوروبا والولايات المتحدة"، موضحة ان “الخطة ستعمل كذلك على القاء الضوء على شخصيات عربية مؤثرة تمكنت من صنع التغيير، والتأكيد على ان العرب والمسلمين هم أول المتضررين من العصابات الإرهابية".
وحول النشاطات المشتركة في الأردن، لفتت أبو غزالة إلى مؤتمر سيتم عقده في تشرين الأول (اكتوبر) المقبل في الأردن حول “الإعلام والأمن السياحي" برعاية قطاع الإعلام والاتصال، والقطاع الاقتصادي بالجامعة بالتعاون مع كل من جامعة الأمير نايف بن سعود العربية للعلوم الأمنية والمنظمة العربية للسياحة ووزارتي الداخلية والإعلام الأردنيتين وبمشاركة عدد من المختصين في القطاعين السياحي والإعلامي.
ويهدف المؤتمر، وفقا لأبو غزالة، إلى التأكيد على أهمية السياحة كمعطى حضاري بالوطن العربي، ودور الإعلام في نشر ثقافة الأمن الوطني والقومي والدولي، وتعزيز مفهوم الأمن والاستقرار بالمحافظة على الانتعاش السياحي وديمومته.
كما يهدف إلى تحفيز وسائل الإعلام على إبراز الهوية الحضارية للوطن العربي والتنسيق والتواصل بين وسائل ومؤسسات الإعلام والأمن السياحي، والاستفادة من التجارب السياحية وتعامل الإعلام معها، إضافة إلى إبراز دور المؤسسات الأمنية والإعلامية في حماية المقومات السياحية من خلال الإسهام في تهيئة البيئة الإعلامية في المجال السياحي.
كما لفتت الى مشاركة الجامعة في المنتدى العربي للتنمية المستدامة 2016 عمان والذي عقد في الفترة بين 29- 30 أيار (مايو) الماضي والذي تم عقده بالتعاون مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا “الاسكوا".
وهدف المنتدى الى التعريف بخطة التنمية المستدامة لعام 2030 الشاملة والمتكاملة، وتسليط الضوء على الحاجة إلى مراعاة أوجه الترابط بين اهداف التنمية المستدامة من حيث تعميق الفهم بالعناصر الأربعة لخطة التنمية المستدامة للعام 2030، مع التركيز على دمج الابعاد الثلاثة للتنمية المستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في خطط التنمية، والمواءمة بين اهداف التنمية وغايتها.
وأشارت ابو غزالة الى مشروع يتم انجازه في قسم الإعلام والاتصال في الجامعة لتجميع وتوثيق ذاكرة الجامعة الدول العربية، مبينة أن “عملية الارشفة تشمل كل ما يتعلق بالمنطقة العربية منذ العام 1943 من الوثائق والكتب، والمواثيق، الصور، الطوابع"، موضحة ان من شأن هذه الأرشفة “ترميم الوثائق التي تعرضت للتلف"، إضافة الى إنشاء منصة إذاعية وتلفزيونية عبر شبكة الإنترنت باللغتين العربية والإنجليزية.

نادين النمري - الغد