اتصل بنا
 

ذيبان على مرمى هبة جديدة

نيسان ـ نشر في 2016-07-12 الساعة 17:46

x
نيسان ـ

كتب إبراهيم قبيلات...بتسليم الشباب الثلاثة المطلوبين للاجهزة الأمنية صباح أمس الإثنين، تقدّم بلدة ذيبان الدليل القطعي على سلمية حراكها، ومدنيتها، وانحيازها المطلق لإنفاذ القانون؛ لتقطع بذلك الطريق على "المتحمسين الأوغاد" في التشهير بالبلدة وأهلها.
تواصل عاصمة ميشع تحريك المياه الراكدة من دون إحداث عكورة، لكنها تبقى خياراً مربكاً لحكومة تدرك جيداً أثار عجزها عن تقديم حلول جذرية لمشكلة المتعطلين عن العمل في عموم المملكة، وذيبان لم تفعل سوى انها قرعت الجرس ليس أكثر.
أمس، ظهرت أدوات السلطة التنفيذية أقرب للتأزيم منها للحل، فلا مبرر لتقديم وعود من محافظ مدينة مادبا، محمد السميران بالإفراج عن المعتقلين، طالما هم في طريقهم إلى القضاء، واليوم تواصل الحكومة تمسكها باعتقال الشباب بتهم الشروع بالقتل من دون أن تدرك خطورة اعتقالهم على الامن الوطني، خاصة بعد إعلان الشباب التحشيد لتنفيذ فعالية احتجاجية، سينخرط بها أبناء من اللواء إلى جانب آخرين من النشطاء والمؤازرين.
نعلي من قيمة وأهمية القانون وتطبيقه، لكننا في الآن ذاته نسمع جلبة في اللواء، ترتكز إلى حصاد سنوات مريرة من التهميش والإقصاء، يسندها أصوات عالية من قرى ومحافظات أخرى اشتركت في الهم ذاته، وتسعى لنفض الغبار عن وجهها.
هذا يعني أن على الرسمي الأردني أن يولي الأهمية القصوى للمصلحة السياسية والأمن الوطني والسلم المجتمعي على حساب إنفاذ القانون. من أولى يا دولة الرئيس اعتقال ثلاثة شباب أم المحافظة على المصلحة السياسية والوطنية في وقت تشتعل به المنطقة من حولنا؟.
الحكومة لن تكون سعيدة لربط الناشطين، بين هبة نيسان عام 1989م وهبة ذيبان اليوم, التي بدأ الحديث عنها ليس بين أبناء اللواء فحسب، بل حتى في العاصمة، عمان، ومحافظات جنوبية ملّت الصراخ في وجه الحكومة، ثم جاءت ثورات "الربيع العربي" فكسرت "التابوهات" والمحاذير الكثيرة.
الجميع ينتظر مساء ذيبان التي عبّرت نفسها مبكراً سواء في (العمال) أو في (المعلمين)، من دون ضجيج، فهي الأم الرؤوم للفكرين؛ الإسلامي واليساري اللذين تنافسا وسط مجتمع عشائري منذ أكثر من نصف قرن، فخلفا بيئة سياسية ناضجة، ترمي كرة الاحتجاج على دوار بلدتها فيصل مرماه في أقصى الشمال والجنوب.
اليوم، نكاد نرى بأعيننا الجميع يقف هناك على رؤوس أصابعه، بانتظار "الفرج"، ثم يقولون كلمتهم فيسمعها الجميع، ذيبان أخرجها الفقر عن صمتها، فلا تدفعوها إلى الانتحار، أو إشهار هبة شعبية جديدة، هي لا تريد سوى ان تنام قريرة العين.

نيسان ـ نشر في 2016-07-12 الساعة 17:46

الكلمات الأكثر بحثاً