اتصل بنا
 

هل يتمتّع الأردنيّون بحسّ الفكاهة؟

نيسان ـ نشر في 2016-07-14 الساعة 13:19

الصورة النمطية للأردنيين ومسألة الهوية القطرية: هل هي مستحقة ومن أين تأتي؟
نيسان ـ

للأردن سمعة في لبنان على أنها بلد ممل جداً. حتى إن هنالك من يسميّها "مملكة الضجر". هذه السمعة طبعاً غير مستحقّة. ما يحدث أن بعض أهل بيروت المتعجرفين يقارنون اللهو المبالغ به في مدينتهم (اللهو والهيدونية المرضية إن شئتم، حتى تحت القصف وجبال النفايات)، بنمط الحياة الطبيعي والعاقل (والبنية التحتية الموثوق بها) في عمّان. طبعاً هذه المقارنة السخيفة تنطبق على أي مدينة خارج بيروت، مدن بعض البيروتيين لا يطأها حتى داخل لبنان نفسه، مثل مدينتي طرابلس، على الرغم من كونها أعرق وأجمل من غابة الإسمنت المجنونة على ضفاف مكب الكوستا برافا.

ولكن تحيلني هذه المسألة على مسألة أخرى: هل الصور النمطية عن أقطار العرب وسكّانها مستحقّة؟ من أين تأتي؟ وهل الهوية القطرية أصلاً جائز التسليم بوجودها كشيء مستقلّ عن الهوية المشرقية أو المغربية أو الخليجية أو حتى العربية؟

صورة الأردني النمطية هي أنه شخص نكد لا يبتسم "حتى للرغيف الساخن" وهو كثير الشكوى. طبعاً الصور النمطية تعريفاً هي خاطئة، كالإشاعة المغرضة. ولكن الصورة النمطية أيضاً لها قوّة التحوّل إلى نبوءة محقّقة لذاتها. بمعنى أن الناس قد يبدأون بمحاكاتها من دون وعي.

في الحقيقة إن كل مشرقي هو شخص نكد، ولا ندري ما إذا كان هذا من جراء الحروب والمصائب التي تنهال علينا من كل صوب. وفي الحقيقة أيضاً، إن حس الفكاهة وحس السخرية ناقصان فينا جميعاً. وثقافة قول الشيء والقصد قول شيء آخر ليست في صلب الأدب والثقافة العربيين.

نيسان ـ نشر في 2016-07-14 الساعة 13:19


رأي: كريم طرابلسي

الكلمات الأكثر بحثاً