هل سيشكل الاسلاميون فارقا ؟
د. عطا الله الحجايا
كاتب وأكاديمي أردني
نيسان ـ نشر في 2016-07-14 الساعة 18:39
تحديات حزب جبهة العمل الإسلامي في الانتخابات الأردنية والحاجة إلى تبني برنامج انتخابي جديد
في سعيه لتأكيد حضوره على الساحة البرلمانية الاردنية بدأ حزب جبهة العمل الاسلامي بتشكيل قوائمه الانتخابية - ولا يتوقع للحزب أن يحقق فوزا مؤثرا إن أدار الانتخابات بالعقلية والبرامج التقليدية للحزب - ولذا فإن المنطق يملي على الحزب أن ينتهج تكتيكا انتخابيا مختلفا هذه المرة وأن بستند إلى قراءة دقيقة لواقع الانتخابات وأعتقد أن أفضل السبل أمام الحزب لصنع فارق في الانتخابات هي ؛ أن يتخلّى ابتداء عن بيانات الشعارات لحساب بيان برامجي ممكن التطبيق ومقبول جماهيريا يستند إلى شراكة حقيقية مع كافة أطياف المجتمع الأردني ، وأن يعي الحزب أنه هو المعارضة الحقيقية الوحيدة على الساحة - إذ إن المعارضة الموجودة هي في الواقع معارضة (افتراضية) ذلك أن جلّ اليسار متحالف مع الحكومة ، و (الحراك الاصلاحي) مشتت وغير قادر على منافسة القوى التقليدية في الدوائر الانتخابية ومع ميل الكفّة لصالح هذه القوى فإن فرص مرشحي الحراك شبه معدومة وغير ذات أثر - إن هذا الأمر يدفع بحزب جبهة العمل إلى أن يكون ربان سقينة المعارضة وشريكا يحمل معه من يستطيع من مرشحي الاصلاح وفي هذه الحالة عليه أن يشكّل قوائمه الانتخابية لتشمل الحراكيين والإصلاحيين وشخصيات من الوسط المسيحي وكوتا المرأة (التي يستطيع الحزب يتكيك انتخابي ذكي أن يحصل على أكثر من نصفها) ، والابتعاد عن ترشيح شخصيات جدلية أو ذات مواقف حادة ..
وفي ظل توقع الاقبال الضعيف على الانتخابات فإن الفرصة ستكون مهيأة لمجاميع الحزب المنظمة القادرة والملتزمة على دفع كوادرها وأنصارها إلى صناديق الاقتراع ،مما يعطيها فرصة تحقيق فوز مؤثر آخذين بالاعتبار المزاج الشعبي الذي يميل إلى كفّة المعارضة في المناطق التي تتراجع فيها كفّة العشائرية والشخصيات التقليدية ...فهل يستطبع الحزب ذلك ؟...نحن ننتظر
نيسان ـ نشر في 2016-07-14 الساعة 18:39
رأي: د. عطا الله الحجايا كاتب وأكاديمي أردني