أذاعت (البيان رقم 1).. تعرف على مذيعة انقلاب تركيا الفاشل

نيسان ـ

بالرغم من أن حسابها على تويتر لا يتجاوز عدد متابعيه الـ600 شخص فقط، فإنّ "تيجان كاراش" Tijen Karaş، باتت اليوم أشهر مذيعة تركية؛ بعد أن ظهرت على التلفزيون الرسمي تتلو البيان رقم 1 للانقلابيين.

وبدت "كاراش" لحظة تلاوة البيان في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة 2016/7/15، الذي اصفرت لسماعه وجوه الأتراك بطول البلاد وعرضها، غاضبة وعليها علامات السخط والإكراه والتوتر، والعرق يتصبب على وجهها، قبل أن تظهر بوقت لاحق أكثر انبساطاً بعد أن دخل الناس إلى استديوهات قناة "تي آر تي" TRT الرسمية التي اقتحمتها مجموعة من جنود الانقلاب، وطردوهم منها، لتعلن أن مدبري الانقلاب العسكري الفاشل احتجزوها مع عدد من العاملين في TRT، وأجبروها على تلاوة بيان السيطرة على الحكم.

في حين تداول نشطاء فيديو يبدو مسرباً، للحظات التي سبقت مباشرة إعلان البيان الانقلابي، حيث ظهرت تيجان تشرب الماء وتهيئ نفسها لقراءة ما لا تتحمله، كما تظهر الصور.

وثبط الشعب التركي بشجاعة الانقلاب عبر مظاهرات أغرقوا بها الشوارع والمنشآت الحيوية التي سيطر عليها الفصيل الانقلابي، واعتقلوا العسكريين ونزعوا منهم أسلحتهم وامتطوا الآليات العسكرية، فيما يشبه انتفاضة كبيرة رافضة للانقلاب حيث تمكنوا من إفشاله بغضون ساعات.

وفي تغريدة لها على حسابها الرسمي على تويتر، قالت تيجان مع صورة: "لا أريد لضحكة ابنتي أن تنتهي.. شكراً تركيا"، وأرفقت تغريدة بصورة لها مع ابنتها الصغيرة التي يرتسم على وجهها ابتسامة لطيفة، فيما بدا أمنيتها الكبرى.

عرض الصورة على تويتر

تابِع Tijen Karaş @karas_tijen

Canım Kızım Sonunda Gülüyor :) Teşekkürler Türkiyem#DarbeyeHayır #MilletçeMeydanlardayız#NeDarbeNeDiktatörlük

5:04 مساءً - 16 يوليو 2016 128128 إعادات تغريد 408408 إعجابات

وشكرت تيجان الناس الذين تعاطفوا معهم وأظهروا تضامنهم، وقالت في تغريدة أخرى: "لن أنسى أبداً حبكم ودعمكم لي.. شكراً تركيا".

تابِع Tijen Karaş @karas_tijen

Bana Olan Desteğinizi Ve Sevginizi Hiç Bir Zaman unutmam. Teşekkürler Türkiyem. #DarbeyeHayır #hizmetedarbe#NeDarbeNeDiktatörlük

2:02 مساءً - 16 يوليو 2016 77 إعادات تغريد 136136 إعجابات

- ماذا حدث؟

وأفصحت الإعلامية المعروفة في تركيا تيجان كاراش عمّا دار في مبنى القناة، بعد أن أجلي جنود الانقلاب من الاستديوهات، وقالت إن أربعة مسلحين اقتحموا مقر التلفزيون وأجبروها على تلاوة بيانهم تحت قهر السلاح قبل أن ينقطع البثّ، لتجد نفسها خلال دقائق "مذيعة للانقلاب" الذي بدا خلال تلاوتها إياه "ناجحاً"، وكانت تلك أصعب لحظة تمر على تركيا منذ أكثر من عقدين.

وخلال أقل من ساعة انفرجت أسارير تيجان بعد أن وجدت نفسها في داخل نفس الاستديو وسط الجماهير التي اقتحمت المقر وطردت المسلحين، لتصبح في مفاجأة جديدة محط أنظار الحشود التي تسابقت على طلب صورة "سيلفي" معها، بعد أن تحدثت وزملاؤها عن اللحظات الصعبة التي عاشتها، وتهديد المسلحين لها وإجبارها على تلاوة البيان.

وبعد ذلك أطلت المذيعة ذاتها لنقل الخبر السار الجديد بفشل الانقلاب، بعد أن تمكنت القوات الأمنية ووحدات الجيش الرافضة للانقلاب من استعادة السيطرة على القناة التي أعيد لها البثّ بعد انقطاع لفترة وجيزة.

- من هي؟

تيجان كاراش (41 عاماً)، إعلامية شهيرة على القناة الرسمية التركية "تي آر تي"، وتعمل فيها منذ فترة طويلة تمتد أكثر من عقدين، وهي برغم أن ملامحها قد لا تظهر ذلك، فإنها أمّ لشابة بعمر 16 ربيعاً، وتحمل بكالوريوس علم الاجتماع من جامعة أنقرة، وتتحدث العربية بطلاقة.

وحوّل نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي اسمها إلى وسم (هاشتاغ) شهير هو #TijenKaraş، حيث شكروها على توضيح حقيقة الانقلابيين وإذاعة خبر فشل الانقلاب.

وتحوّل ما جرى لها ولزملائها الصحافيين في قناة "تي أر تي" إلى قضية رأي عام في تركيا، على الرغم من الحدث التاريخي الذي تعيشه البلاد.