الحرس القديم يعودون إلى الواجهة مجدداً
نيسان ـ نشر في 2015-05-19 الساعة 22:03
يعتبر تكليف سلامة حماد مؤشراً على الطريقة التي ستقود بها الحكومة الساحة المحلية في الفترة المقبلة. وهو ما لم يكن يطمح إليه البعض، من الدقيقة الأولى التي سمع بها الأخوان المسلمون نبأ تكليف حماد وزيراً للداخلية وصلت الرسالة. لن تكون المرحلة القادمة أقل حزماً من السابقة.
رصد سريع لشبكات التواصل الاجتماعي تدرك خلالها حجم الهواجس التي عادت إلى الجماعة بعد حالة من الاسترخاء لم تستمر سوى يومين.
ولا يختلف هذا القلق - سوى بمنسوبه - عما تشعر به قيادات المعارضة الأخرى من يسارية وقومية التي خاضت معارك سياسية، هي الأخرى مع "الداخلية"، إبان صدمة المعارضة الأردنية، بجميع تلاوينها، بقانون الصوت الواحد.
تربى حماد في مدرسة الملك الراحل الحسين بن طلال لسنوات طويلة، واختبر عن قرب قيادة أقطاب في السياسة الأردنية. اليوم تعود مدرسة الحرس القديم مجددا.
وهذا يعني أن الرجل يأتي من خلفية "الأمن الشامل" المستند إلى الحزم والحكمة في آن. بالضرورة ذلك يعني أننا خرجنا من ثنائية الأمن "الناعم والخشن" التي أطاحت بصخب بالثلاثي السابق.
لكن ستبقى بصمة العهد الملكي الحالي هي الرأس، تلك التي لا تختلف عن العهد الراحل، لكنها تمسك على الدوام بخصوصيتها.
اللافت في ما جرى اليوم أمران، الأول؛ تكليف حماد والثاني صدور الإرادة الملكية بعقد دورة استثنائية لمجلس الأمة، التي تتضمن مناقشة قوانين عدة من بينها القوانين الناظمة للإصلاح في البلاد.
أجندة "الأمة" في الاستثنائية القادمة - باستثناء قانون الانتخاب - ستتضمن جميع القوانين الناظمة للإصلاح؛ مشروع قانون اللامركزية، ومشروع قانون البلديات، ومشروع قانون الأحزاب السياسية، ومشروع قانون معدل لقانون الهيئة المستقلة للانتخاب، ومشروع قانون النزاهة ومكافحة الفساد.
تمتاز قيادة الرعيل الأول من الساسة والأمنيين للأمور بتحقيقها ما تريد دون ضجيج. هل هذا ما سنشهده في المرحلة المقبلة. عموما سنرى.