اتصل بنا
 

بعد تحوّل الجامعات إلى (دكاكين).. التعليم الجامعي في ورطة

نيسان ـ نشر في 2016-07-26 الساعة 12:19

x
نيسان ـ

كتب إبراهيم قبيلات..يتفق الشارع الأردني على انحدار مستوى التعليم العالي، بالنظر إلى مخرجاته السنوية، في تجلٍ واضح لآثار برنامج الموازي، الذي نجح في تحويل الجامعات إلى "دكاكين" تعليمية، تلهث للربح ولا شيء غير.
بعد نحو عقدين من إدخال البرنامج الموازي على بنية التعليم، يبدو المشهد التعليمي اليوم في أسوأ صوره، الجامعات نسيت دورها الرئيسي في التعليم وبناء المجتمعات وتنويرها، وراحت تنخرط في هموم "التوسعة" لمبانيها؛ لتضمن استيعاب أكبر عدد ممكن من خريجي الثانوية العامة.
الأرقام تؤكد أن الجامعات الرسمية قبل العام 1997 (عام الموازي) كانت تستقبل حوالي 10 آلاف سنويا، فيما قفزت اليوم لتصبح قادرة على استقبال ما يزيد عن 30 ألفاً، في عشر جامعات، في منافسة شرسة مع تسع عشرة جامعة خاصة، تسعى هي الأخرى لاستقبال نحو 35 ألف طالب سنوياً.
يأتي ذلك بعد أن أدركت الجامعات أن تمويلها الحكومي سيقل أواخر العام 1996؛ فاجتهد "العباقرة"، حينها، وأنتجوا "الموازي" و"المسائي"، كبديل عن وقف قناة الدعم الرسمية، من دون أن يصحب ذلك رؤية علمية وخطط إستراتيجية شمولية، تنقذ ملف التعليم، وتضمن استمرار تدفق طلاب مؤهلين عبر خط الإنتاج السنوي "التوجيهي"، لكن ذلك لم يحدث.
ما يحدث اليوم أننا أمام جملة من الاختلالات ليس في منظومة التعليم فقط، بل أيضاً ظهرت الجامعات الرسمية أمام امتحان صعب، سواء لشح التمويل الرسمي أو لنقص أعداد الناجحين في الثانوية العامة.
تقول الأرقام إنه من أصل 127872 طالبا وطالبة، حضر الامتحان 80747 مشتركًا، ونجح منهم حوالي 33 ألف طالب "توجيهي"؛ هذا يعني أننا أمام جيش من الراسبين يصل قوامهم إلى حوالي 95 ألفا، تستعد الشوارع لاستقبالهم في حال فشلوا في خلق فرص عمل أو إيجاد برامج حرفية لتطوير أدواتهم الإنتاجية، وهذا الاحتمال –للأسف الشديد- هو الأرجح.
وفق ذلك، فإن الحكومة مطالبة بتقديم إجابات شافية عن حالة الفشل المرعبة التي تبتلع كثيراً من أبنائنا، وتهدد أيضا العديد من الجامعات الرسمية والخاصة، التي أنفقت كثيراً ليس على البحوث العلمية، وتطوير مخرجات التعليم، بل على تشييد مبانٍ جديدة، تعبّر عن جشع أرباب القطاع الخاص، ممن يستثمرون أموالهم في الجامعات، إلى جانب فشل الحكومة في معاجلة الاختلالات العلمية على مر السنين.
صحيح أن الجامعات نجحت في إيجاد مبانٍ ضخمة بأشكال هندسية أخّاذة، لكن السؤال المطروح هو التالي: كيف ستملأ مبانيها وقاعاتها طلاباً في وقت تزداد به كلف التعليم ونفقاته على (الزبون)؟.

نيسان ـ نشر في 2016-07-26 الساعة 12:19

الكلمات الأكثر بحثاً