الباص 47.. ذكريات التنقل بين مدن العرب يرويها باص قديم (صور)

حاملاً معه ذكرى النكبة، وكثيراً من آمال العودة إلى الوطن، متجولاً بين صفوف اللاجئين الفلسطينيين بالأردن، إنه "الباص 47"، الذي يرمز إلى سنة النكبة الفلسطينية في العام 1948، والحافلة القديمة التي عادت للخدمة مؤخراً عبارة عن باص سفريات فلسطيني، يُظهر فيما سبق كيفية التنقل بين فلسطين وعدة دول عربية في فترات ماضية، أهمها الأردن.

الاستعمار رأس البلاء

"باص47", اسم غريب قد يثير أفكاراً ماو لكنه في الغالب لن يأخذنا الى الفكرة المقصودة, الرقم بحد ذاته قريب من 48, أي سنة النكبة من القرن الماضي, لكن هل للرقمين علاقة بالباص.

نعم بين الرقمين كل العلاقة والجامع بينهما باص, ابتدع فكرته الصحافي الفلسطيني محمد نصار.

وبحسب تصريحات سابقة لنصار في وسائل اعلام عربية فإن الفكرة تحاول اعادة مقولة الوحدة العربية, وان لا حدود كانت بين البلاد قبل احتلال العصابات الصهيونية لفلسطين, وأن الواقع الحالي من تقسيم بين الدول العربية مسؤول عنه الاستعمار.

بالفعل الباص نمرته فلسطين 4600572" ومكتوب على جانبيه المدن التي يصل اليها " كويت, بغداد, عمان, الشم, بيروت, القدس , رام الله, نابلس, جنين, حيفا, غزة, يافا , عكا , القاهرة, صنعاء, جدة, السلط, الشونة".

ان الغاية من ذكر كل هذه المدن علىالباص هو تأكيد لفكرة كسر الحدود فقد كتب الصحافي محمد نصار على صفحته بالفيسبوك" لأول مرة بعد استكمال احتلال فلسطين عام 1967و كسرنا الحدود".

يحيي الشوق لبلاد بلا احتلال

الباص بدأ رحلته فعلياً من الاردن وشاهده الاردنيون في عاصمتهم عمان, وخلال زيارته مدينة السلط, وكانت الانطباعات بحسب تصريحات نصار مدهشة, والباص يشبه الباصات القديمة التي كنا نشاهدها في بعض المسلسلات كالتغريبة الفلسطينية, وبإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وعودة الزمن الجميل، بدا الباص الفلسطيني وهو يسير في شوارع العاصمة عمان كتحفة فنية متحركة، تعيد تأكيد -مع كل خطوة يخطوها- متانة العلاقة الجغرافية والديمغرافية بين الشعبين الأردني والفلسطيني.

فكرة برنامج

الباص يحاكي تماماً نماذج حية للحافلات الفلسطينية والأردنية التي كانت قبل النكبة، ليتحول الباص من فكرة إلى برنامج يستضيف الركاب أثناء جولاتهم فيه، ليعبروا عن شعورهم في تلك اللحظة، وليتحدثوا عن تاريخ فلسطين، ليبث لاحقاً في 72 حلقة على عددٍ من القنوات الفلسطينية.