اتصل بنا
 

حين تحوّل الجامعات الخاصة مدرسيها إلى (صيادي مكافآت)

نيسان ـ نشر في 2016-07-30 الساعة 16:15

x
نيسان ـ

كتب إبراهيم قبيلات..تتحول صفحات أكاديميين على وسائل الإعلام المجتمعي، هذه الأيام، إلى منصات إعلانية؛ للترويج عن محاسن جامعتهم الخاصة، في تخلٍ جديد عن دورهم الأصيل لصالح "البقاء" في الوظيفة.
لا ينكر مدرسون في جامعات خاصة، ويحملون درجة الدكتوراة حجم الضغوطات التي يتعرضون لها من إدارات جامعاتهم؛ من أجل الترويج للجامعة، والحديث عنها، ثم تخصيص جزء من صفحاتهم الخاصة على "الفيسبك"، لتصبح شبكة تصطاد "الحائرين" من الطلبة.
اليوم، لم يعد دور المدرس في جامعات خاصة مقتصراً على المحاضرات، ومتابعة الطلاب، أو التفرغ للبحث العلمي، بل تجاوز الأمر كل ذلك، وأصبح مسكونا بتوفير أسباب بقائه في "السوق"؛ بعد أن حوّلته الجامعة إلى تاجر صغير.
وحتى لا يبقى عرضة "للتفنيش" والاستغناء عن خدماته، عليه أن يقدّم أقصى ما لديه، ويستغل كل ما من شأنه أن يحقق المكاسب المادية لجامعته.
هذا يفسر إلحاح مدرسين جامعيين على "هداية" الطلاب إلى "شط الأمان" في جامعاتهم، فحولوا صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي إلى "منابر" تفيض منها جمل مكرورة عن دور جامعتهم، ورسالتها الحكيمة، في إطار رؤية تجارية جدية تسعى لتوسيع دائرة "شبكة الصيد".
حسنا، يقول المثل :"القرد بعين امه غزال"، لكن ما يقوم به البعض تجاوز كل هذا وذك، من أجل "التقرب" أكثر من إدارات الجامعات، فراح يُحكِم "فخه"، ليصطاد المزيد من الطلاب.
من يراقب صفحات مدرسين جامعيين منذ إعلان نتائج التوجيهي يدرك حجم "ورطة" الجامعات الخاصة، فسعة الجامعات الخاصة تصل حسب الأرقام الرسمية إلى قرابة 35 ألف طالب، في حين لم ينجح من طلاب الثانوية إلا 33 ألفا، منهم حوالي 27 ألفا حصلوا على معدلات أعلى من 65%، فيما تتسع الجامعات الرسمية لكامل الطلاب الناجحين.
ماذا يعني ذلك؟
ذلك يعني أن الجامعات لن تجد كفايتها من الطلاب، وذلك يعني أيضاً أنها لن تكون قادرة على تغطية كلف التشغيل، وسيجد المدرس نفسه أمام تهديد حقيقي لبقائه بين طلابه، وفي جامعته؛ فانصاع لإملاءات قسرية على أمل تجديد عقده.
صحيح أن ما يحدث يتم التعاطي معه "شعبياً" على اعتباره أمرا بسيطاً، لكنه يكشف عن تغوّل رب العمل على الهيئة التدريسة، بعد أن حرفت تركيز المدرسين واهتمامهم إلى جوانب إعلانية بحتة، بدلاً من تعزيز اهتمامهم في مساقاتهم، والعمل على تنمية قدراتهم العلمية.
بقي أن نسأل التالي: ماذا تبقى للمدرس من كرامات إذا سقط من عيون طلابه؟

نيسان ـ نشر في 2016-07-30 الساعة 16:15

الكلمات الأكثر بحثاً