فاكهة المجالس
نيسان ـ نشر في 2016-08-01 الساعة 21:35
ضرورة تحكم المجالس والحرص على الصدق والوفاء في الكلام
المجالس اما مدارس للخير وروضة من رياض الصدق ، واما ضحضاح للغو وسراب لحديث اطلق عنانه ، الى متى تبقى مجالسنا بلا ضوابط تحكم ايقاعها وتعيد المجد والرقي لسربالها ، نودها " تعاليل " تروي ضمأ العقول من المفيد ، نودها عناقيد من فواكه الحكمة والصدق والوفاء ، نودها مجالس لا نخجل من انفسنا حين نغادرها ونضع رؤوسنا على مخدات ضمائرنا .
قالوا آفات اللسان اربع : " الغيبة والنميمة والافك والبهتان " ، وقالوا ان الغيبة رسول الشر بين البشر ، والغيبة مرعى اللئام ، ومحبطة الاعمال ، وادام كلاب الناس ، وقال سفيان ابن عيينة : الغيبة اشد من الدين ، الدين يقضى والغيبة لا تقضى ، وقالوا عن النمام جسر الشر .
فالمجالس ام حامل مسك او نافخ كير ، " واسوأ ما يكون المرء ان رأى سقطة او كلمة عوراء وجد بغيته فجعلها فاكهته ونقله وشغله الشاغل "، فمن يفرح بسقوط الاخرين لا يرتفع ابدا " .
وفي الحديث الشريف " اتدرون ما الغيبة قالوا : الله ورسوله اعلم ، قال : ذكرك اخاك بما يكره " ، وعن ابي موسى رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله اي المسلمين افضل ؟ قال : من سلم المسلمون من لسانه ويده " .
ومن الناس ويا للأسف :
" ان يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا مني وما سمعوا من صالح دفنوا
صم اذا سمعوا خيرا ذكرت به وان ذكرت بسوء عندهم اذنوا " .
كان لا بد من الحديث في المجالس فليكن المتحدث " مشرفياته من لسانه وبيانه ، تمتشق فيها جياد فهمه " يتضوع الصدق من ثنايا الكلمات ويفوح الشذى عظة وحكمة ، " في مجلسٍ قد طاب مجلسه خالٍ من التكدير والنغّصِ " ، واصدق ما يعبر عن " التعاليل " شعرا الشعر النبطي :
" الصبر عن بوح الاحاسيس قتال والبوح في بعض المواقف فشيله
لو كل ما يطرى على البال ينقال ما كنت شفت ان الثقيله ثقيله " .
" وبعض المجالس كل ما ضقت تاتيه فيه الوفا لو كان حجمه صغيري " .
واخيرا اقول لبعض المتصدرين ضوضاء " المجالس " ان اذان القوم احيانا تحتاج لبعض من راحة فاكرمونا بصمتكم " .
نيسان ـ نشر في 2016-08-01 الساعة 21:35
رأي: ماهر قطيش