اتصل بنا
 

غرور أمانة عمان.. مهرجانات استعراضية ونفايات متكدسة

نيسان ـ نشر في 2016-08-06 الساعة 20:01

x
نيسان ـ

حرق المراحل، والقفز إلى كماليّات تفوق قدرتك على التحمّل، دون تلبية الاستحقاقات الأساسيّة، وقبل تجاوز معضلة الفشل المستمرّ في ترجمة الأولويّات على أرض الواقع، لا يعني إلاّ مسألة واحدة: عشق الاستعراض والغرور المدمّر، الذي يقود إلى نتيجة ستبقى هي ذاتها على الدوام: احتراف الفشل.

وعلى ما يبدو هذا ما تتقنه أمانة عمّان، التي تتصرّف وكأنّها بلديّة باريسيّة أو لندنيّة، مضت على مأسستها وتطوّرها مئات السنين، فرغت خلالها من ألف باء عمل البلديّات، وارتقت بواقعها إلى درجة باتت فيها مؤهّلة للتفرّغ من أجل الإبداع الثقافي، وإقامة المهرجانات والاحتفالات، وما إلى ذلك.

الأمانة الاستعراضيّة، التي لم تنجح حتّى اليوم بتخليص العاصمة من النفايات المتراكمة في شوارعها، والتي مازالت عاجزة عن تقديم أبسط الخدمات، التي يفترض أن البلديّات تأسّست لتوفيرها، قرّرت تلميع صورتها والقفز إلى مستوى يفوق قدرتها التنظيميّة والماليّة على حدّ سواء. رغم حديثها المتواصل عن ضيقتها الماليّة، قرّرت الأمانة العتيدة إطلاق فعاليات مهرجان صيف عمان 2016، في دورته العاشرة، كغيره من مهرجانات سابقة.

وبذكر النفايات، قد يكون من المفيد تذكير أمانة عمان، أن بلديّات المدن الكبرى التي تحاول أمانتنا تقليدها، لم تتخلّص من نفاياتها فحسب، بل تقوم بشراء النفايات من دول أخرى، لاستخدامها في عمليّات إعادة التدوير!

هل نجحت أمانة عمّان بإقامة حديقة لائقة، يستريح المتنزّهون إلى أفيائها؟ هل استطاعت على الأقلّ زراعة ورود بتنسيق يعكس أدنى معايير الجمال؟ هل وفّرت مناطق عامّة كافية الخدمات، حتّى تستعرض بتنظيم مهرجانات فاشلة بكلّ ما للكلمة من معنى؟

أوّلاً، حدائق الحسين، حيث تقرّر إطلاق الفعاليّات، قد تكون إحدى الأماكن العامّة النادرة، التي يمكن أن يقصدها المتنزّه، ولكن أن تحاول إقامة مهرجان في هذه الحدائق، التي تفتقر حتّى إلى وجود مصفّات للسيّارات خارجها، وأن تطوّقها بعناصر الأمن لضمان منع دخول المركبات إليها، ثمّ تقيم الدنيا وتقعدها بمباهاتك، وبدعوة الناس الى حضور احتفالاتك، فهذا ليس سوى ضرب من ضروب العبث.

كما أن المشهد الفوضويّ، الذي يهيمن على مهرجانات الأمانة، يكشف فشلها التنظيميّ، وهذا منطقي، فمن تتكدّس النفايات في شوارعه، لن يكون قادرا على تنظيم فعاليّات ثقافيّة، إذا اتّفقنا على أن لمثل هذه المهرجانات علاقة بالمعنى الحقيقي لمفهوم الثقافة.

الثقافة والفنون لا تعني يا جهابذة الأمانة، اختلاق مثل هذا المشهد العبثيّ، فالثقافة تستوجب الرقيّ في الأداء، والفنّ يعني توفّر معايير جماليّة، وليس تدافع الناس على نحو غير منظّم، تتضمّنه حالات تحرّش غير أخلاقيّة. ما دمت عاجزاً ماليّاً وتنظيميّاً، فابدأ بتقديم الخدمات الأوّليّة، عوضاً عن الاستعراض والتفاخر بما أنت عاجز عنه.

24 جو

نيسان ـ نشر في 2016-08-06 الساعة 20:01

الكلمات الأكثر بحثاً