اتصل بنا
 

الانتخابات..ولادة عسيرة للقوائم البرلمانية والمرأة (تتدلل)

نيسان ـ نشر في 2016-08-07 الساعة 16:09

x
نيسان ـ

كتب إبراهيم قبيلات...دخل المرشحون منذ أيام في حيص بيص لغايات إفراز قوائم انتخابية تحظى بتوافقات عشائرية، لدى قواعدها الانتخابية، وتكون طريقهم لخوض تجربتهم "الديمقراطية "على أساسها، فاصطدموا بحاجز المرأة التي شكلت تحديا حقيقياً لقوائم اضطرت لاختلاق أزمات كثيرة بين أفرادها بعد أن خسرت كرت الكوتا.
اليوم، المرأة تنطلق من إحساس عميق بالقوة خلال تعاطيها مع ملف الانتخاب وكذلك مع المرشحين ومن بعدهم المجاميع البشرية، فهي تدرك أن وجودها مع أي قائمة يعني دفع القائمة وأعضائها إلى مربعات متقدمة، في حين تبقى هي تنافس المشرحات في مختلف القوائم، حتى وإن حصدت قائمتها أعلى الأصوات.
هذا الفهم لدى مرشحات قابله شبه إجماع بين الناس على ضرورة التصويت للمراة في القائمة باعتبارها حليفا لا خصماً، فإذا نجحت لا تؤثر على رصيد القائمة من المقاعد، وبالتالي فإن التصويت لها لا يضر كامل الاعضاء الذين ينشغلون في الخفاء في إبرام اتفاقيات عشائرية "تصب" في مصلحة أحدهم وتحجب عن البقية.
وفق هذه الرؤية فإن المراة صاحبة فرصة كبيرة في انتزاع ليس كرسي الكوتا فقط، بل كرسي القائمة أيضاً، الأمر الذي سيخلط كل الأوراق لدى عموم المرشحين، بالنظر إلى حجم الخصومة المبطنة،ويدفع بالنهاية إلى وصول المرأة ممثلة شرعية بقوة إلى العبدلي.
أما طريقة تعاطي جل المرشحين مع تفاصيل المشهد الانتخابي فإنها تشي بضعف أدواتهم الديمقراطية والبرامجية لصالح بناء تحالفات عشائرية ضعفية تحمل في داخلها بذرة تلاشيها، سيما وان كل عضو في القائمة الواحدة معني بإفشال زملائه قبل التفكير بأدوات نجاحه.
في هذا المناخ ولدت قوائم بصورة سريعة بهدف زعزعة صفوف قوائم منافسة، بيد أنها مالبثت أن وقعت في فخ "التوليفة" الانتخابية، فغضبت أعداد غفيرة من قواعدها الانتخابية، ليس لاختفاء الهم الوطني في رؤيتها أو لعدم وضوح أفكار برنامجها الانتخابي المختفي تماماً، بل فقط لمجرد أن تحمل القائمة أسما جدلياً، وسط مناخ عشائري لا يرى في الانتخابات أكثر من وجاهات اجتماعية جديدة، استبدلت العباءة بربطة العنق لغايات الدربة على فن الإتيكيت ليس إلا.
لجوء مرشحين إلى عشائرهم وأسرهم الصغيرة لاستنهاض النعرات القبيلية بين أفرادها يؤكد فشل الحياة الحزبية في المملكة بعد نحو مئة عام على تدشين الحراك الحزبي فيها، فيما يواصل مرشحون بناء قوائمهم على أسس وأوزان عشائرية نفعية أو جغرافية في تغييب قسري لكل ما هو سياسي.

نيسان ـ نشر في 2016-08-07 الساعة 16:09

الكلمات الأكثر بحثاً