اتصل بنا
 

قائد كتيبة (تساميرت) الإسرائيلية: ننقل المعلومات إلى القوات المقاتلة آمنة ومشفرة

نيسان ـ نشر في 2016-08-12 الساعة 22:35

x
نيسان ـ

لمحة حصرية عن إحدى الوحدات السرية في الجيش الإسرائيلي
لا توجد عملية في الجيش لا نشارك فيها
قال قائد كتيبة "تساميرت" الإسرائيلية، العقيد يانيف نمني :قد تبدو خدمات الكتيبة التي تعمل في مجال "المعلومات والاتصالات" بسيطة، وربما حتى مملة، ولكن في الواقع فهي وحدة لا يمكن من دون خدماتها تنفيذ أية حملة عسكرية.
وأضاف في مقابلة خاصة مع صحيفة "إسرائيل اليوم" منذ 68 عاما وكتيبة "تساميريت" ("النبالة") مسؤولة عن الاتصال في المقر العام للجيش الإسرائيلي. إنها تُشفَر كل مكالمة يجريها رئيس الأركان، وكل رسالة تنتقل بين الجنود - كل شيء يمرّ عن طريق هذه الكتيبة.
وتحدث القائد عن أهمية الكتيبة وعن التحديات الخاصة التي يتعامل معها. وخلال المقابلة، يجلس معنا في الغرفة ممثلون مسؤولون عن أمن المعلومات، ويحرصون على ألا تخرج أية معلومات سرية من الغرفة.
وتاليا نص المقابلة
حدّثني عن الكتيبة، ما هي وظيفتها؟
"نحن نوفر استجابة اتصالية ومعلوماتية للمقرّ العام، للواء العمليات، وهو الهيئة التي تدير الجيش الإسرائيلي، في الوقت الاعتيادي وأثناء الحرب أيضًا"، قال نمني وأضاف: "نوفر استجابة أيضًا لسائر الهيئات الأمنية التي نعرفها، أو لا نعرفها، لكل مكان ولكل هدف وفق الحاجة" كما يقول نمني بغموض، من دون أن يوسع أقواله. يلمّح، بطبيعة الحال، إلى الهيئات السرية مثل الشاباك والموساد، لأنّه لا يمكنه التوسع في الموضوع.
تقيم الكتيبة في مركز البلاد، ومن هناك تدير عمليات الاتصال في جميع البلاد، وأيضا خارجها، وفقا للاحتياجات الأمنية. ولديها شبكة واسعة من الاتصال عبر الألياف الضوئية وأيضا الاتصالات الفضائية.
في الواقع، الكثير من الجنود الذين يخدمون في هذه الكتيبة موزعون في أرجاء البلاد، ومستعدون للذهاب خلال دقائق لكل ساحة معركة، من أجل توفير استجابة للقوات في الميدان، نقل المعلومات، وتلقي الأوامر من الرتب الأعلى من القنوات المشفّرة. "في كل وقت، إذا أراد رئيس الأركان إجراء مكالمة فيديو، مع أي شخص كان، فنحن مسؤولون عن توفير تلك الإمكانية"، كما يقول نمني، "وكل شيء بطبيعة الحال بمستويات تشفير عالية جدا."
"نحن مسؤولون عن تقديم استجابة أيضًا لفيلق قيادة العمق الذي أقيم مؤخرا"، يقول نمني. فيلق قيادة العمق هو فيلق جديد في الجيش الإسرائيلي، يهدف إلى إجراء عمليات خاصة طويلة الأمد في المجال المعروف باعتباره "العمق الاستراتيجي للدول العدوة لإسرائيل". معنى كلامه واضح، رغم أنه لا يرغب في التوسع في الموضوع.
تعمل في الكتيبة عدة سرايا - سرية مسؤولة عن كل نقل المعلومات، سرية مسؤولة عن كل أنظمة الحوسبة التابعة للجيش الإسرائيلي، وسرية التشغيل، المسؤولة عن الاتصالات اللاسلكية وشبكة الـ IP، وتقدّم استجابة لكل غرفة عمليات ومقرّ قيادة في البلاد. تشمل هذه السرية أيضًا السرية المحمولة جوًا، "دورية" الكتيبة، التي تعمل من داخل طائرة، وتسمح بالاتصال بأماكن بعيدة واستثنائية.
هل يتم استخدام السرية المحمولة جوًا بشكل أساسيّ في العمليات الخاصة؟
"نحن نستخدمها لكل هدف. لإجراء تمارين، تدريبات، وكل ما يُطلب منا.. في الواقع، لدينا طموح، وقدرة، للاستجابة لكل طلب لخدماتنا في كل مقر قيادة، غرفة عمليات، وكل مكان.
سرية التشغيل مسؤولة أيضًا عن كل نظام التسجيل في الجيش الإسرائيلي، يمكنني نقل صورة من كل نقطة في الحدود الشمالية أو الجنوبية، لكل حاسوب في غرف عمليات الكتائب. يمكن أن يرى كل قائد كتيبة أو لواء ما يحدث في أرض الواقع، تماما كما ترى أجهزة المراقبة، ووفقا لذلك يشغّلون القوة في الميدان.
ما يُميز هذه الخدمات هو قدرتنا على تقديم المعلومات العمليّاتية لكل قوة في الميدان. توفر خدماتنا نقل هذه المعلومات أيضًا إلى الأجهزة اللوحية، بحيث أنّ قائد الكتيبة أو قائد السرية يمكنه أن يتنقل مع الجهاز اللوحي، وأن يحصل على صورة ممّا تراها الطائرة، أو ما تراه أجهزة المراقبة، ويمكنه الحصول على خارطة لتوزيع قواتنا أو صورة عن الوضع الراهن للعدوّ. ونحن نربط كل هذه الأنظمة ببعضها البعض، وننشئ اتصالا.
في الماضي كان لكل سلاح أنظمته الخاصة، واليوم لدي القدرة على الربط بينها مجتمعة. يمكنني أن أنقل صورة من سلاح الجو إلى سلاح البحرية، أو من سلاح المخابرات إلى قوة برية. من خلال ذلك نكمل الحلقة، بين ما نرى وما نصوّر، وهذا لحسن حظنا يقلّل من إصابة الأماكن أو الهيئات التي ليست ذات صلة بالحدث.
ينعكس هذا الأمر بأفضل شكل في عملية "الجرف الصامد" (الحرب في غزة عام 2014). كانت هناك قوات دخلت إلى غزة، ونجحنا في أن نقدّم لها صورة عن الوضع الراهن لما يراه سلاح الجو، وما يراه سلاح البحريّة من جهة البحر، ما تراه المدفعية، وبناء على ذلك كانت الإصابات أكثر دقّة".
هل تعتقد أنّ القدرات التكنولوجية قلّلت من عدد المصابين المدنيين في عملية "الجرف الصامد"؟

بالتأكيد، تقلل التكنولوجيا الكثير. إذا تمت على سبيل المثال مشاهدة أطفال يخرجون من البيت، فلن تمنح الموافقة على العمل. سيصدر أمر يقضي بالانتظار.
وهل كانت هناك حالات كهذه فعلا؟
نعم، هناك الكثير من هذه الحالات. وقد حدث ذلك بشكل خاص عندما حددنا نشاط حماس من المدارس والمستشفيات. لذلك كنا أكثر حذرا لمنع إلحاق الضرر بالأبرياء.
كما في كل العالم، لدينا أيضًا تطوّر تكنولوجي حقيقي. والهدف هو نقل المعلومات إلى القوات المقاتلة في كل مكان تنتشر فيه، بشكل آمن ومشفّر، بحيث أنّ كل قائد يترأس معركة قتالية يحصل على الأدوات لاتخاذ أفضل القرارات، في أسرع وقت، وهذا سيحسّن من النتائج، أثناء التدريبات، ولاحقا في المعارك أيضًا".

هل يمكنك أن تخبرني عن عملية حصرية شاركتم فيها مشاركة هامة؟

عملية "إنتيبي". كان ذلك قبل 40 عاما، لذلك يمكن التحدث عن ذلك الآن.. كان في تلك العملية مقر قيادة لنائب رئيس الأركان في الجوّ، داخل طائرة بوينغ. كانت كتيبتنا هي التي ركّبت كل الأنظمة على الطائرة وشغّلتها في الوقت الحقيقي، وكانت حاضرة داخل الطائرة خلال وقت التشغيل، مما أتاح الاتصال المتواصل بالقوات. ليس سهلا أن تقوم بعملية في أوغندا، وأن تتحدث مع مقرّ القيادة العسكرية في تل أبيب. هذا ما قصدته عندما قلتُ إننا نستطيع نقل الاتصال من كل مكان".

ماذا يمكنك أن تخبرني أيضا عن هذه الكتيبة؟

يبدو ذلك كما لو كانت كتيبة أخرى تجلس في المكاتب في وسط البلاد، ولكن في الواقع فهي وحدة تعمل على مدار الساعة، وتجري الكثير من العمليات، وتتعرض لمواد تكون أحيانا هي الأكثر سرية في الجيش مثل المكالمات المغلقة لرئيس الأركان وتقديرات الوضع.

كل عملية ينفذها الجيش، سواء كان الحديث عن سقوط قذيفة هاون في هضبة الجولان، أو محاولة طعن في الضفة الغربية أو تسلل من غزة، فإنّ مركز القيادة العليا يُفتح عن طريق لواء العمليات، ويهرع جنودنا وخلال دقيقتين نشغل كل الأنظمة لمعرفة الوضع.

أي أن هناك دائما جنديا تابعا لكم في الميدان؟

ليس جنديا واحدا، فهناك عدة جنود دائما.

إذًا، ففي الواقع لا يُنفذ الجيش الإسرائيلي عملية لا تشارك كتيبة "النبالة" فيها؟

لا توجد عملية في الجيش لا نشارك فيها، يمكن أن نقول ذلك بالفم الملآن.

نيسان ـ نشر في 2016-08-12 الساعة 22:35

الكلمات الأكثر بحثاً