اتصل بنا
 

(ديناصورات) القوائم الانتخابية..أبوّة قسرية

نيسان ـ نشر في 2016-08-20 الساعة 16:46

x
نيسان ـ


كتب إبراهيم قبيلات..مبكراً ظهرت أزمة القوائم الانتخابية الداخلية، إذ مارس "آباء" قوائم سلطتهم الأبوية على أعضاء قوائمهم منذ اللحظات الأولى لإشهارها، في تحايل "بصري" يكشف شهوة سادية لدى "حيتان" القوائم ممن ميّزوا أنفسهم عن باقي أعضاء القائمة.
"تمييز" أخذ صوراً وأشكالاً مختلفة، سواء في شوارع المملكة أو حتى في الدعايات الانتخابية التي نفذتها قوائم عبر وسائل الإعلام المختلفة، إذ سعى مرشحون بعينهم إلى تأكيد صورة فردية لهم في أذهان الناس، وإسقاط البقية ممن ظهروا كخيالات ضوئية لرجل القائمة و"دينامو" حركتها.
ينطوي سلوك "ديناصورات" القوائم على ذهنية عرفية لا ترى في الآخر إلا مكملات تندرج تحت فئة "إكسسوارات انتخابية" لصالح تدعيم شخص واحد أحد. في صورة القائمة لا ترى إلا امتداده، وفي الدعاية الانتخابية لا تلمس إلا أثره، فيما يتقاسم الآخرون هوامش انتخابية ضيقة.
تكمن خطورة "تعسّف" بعض المرشحين، داخل قوائم انتخابية -سجّلت لخوض الانتخابات النيابية المقررة في العشرين من أيلول/ سبتمبر المقبل- في إحداث انقسامات جديدة، -طولية وعرضية- داخل مجتمعات مغلقة، ومهيأة أصلاً لمزيد من التقسيم والتجزئة.
شكّل القانون الجديد للانتخابات (رفّاسات) لمرشحين مدفوعين بشهوة السلطة، ولا أحد يحاسبهم طالما أنهم مرشحون في قوائم استوفت شروط الترشيح شكلياً، فيما بدأت آثار القانون تطفو على السطح، وستصل لمرحلة (الهياج) فور إعلان النتائج.
صحيح أن القانون الجديد هجَر صيغة الصوت الواحد، لكن بالنظر إلى محددات واشتراطات الفوز للقوائم المفتوحة، وعدد أصوات كل مرشح على حدة داخل القائمة الواحدة، فإن ذلك لا يعني سوى أن القائمة المعلقة مفصلّة على "مقاس" رأسها، وهو ما سينطبق على الغالبية الساحقة من القوائم في مختلف الدوائر الانتخابية.
النتيجة المعروفة والمفهومة سلفاً تنسف كل الاتفاقيات المبرمة بين مرشحي القائمة الواحدة ليلة الاقتراع، طالما أن هناك تنافساً "غير شريف" سيوصل البعض إلى كرسي (العبدلي).
قبول شخص ما بوظيفة "ركاية" انتخابية لا يتجاوز حدود المال السياسي، أو مبداً التنفيعات المؤجلة، لكن من يضمن ردة فعل المجاميع البشرية، التي انخرطت طوال أيام الحملة الانتخابية بتلميع وترويج شخصيات، سيتضح بالمحصلة أنها مجرد "أقزام وحشوات" انتخابية.

نيسان ـ نشر في 2016-08-20 الساعة 16:46

الكلمات الأكثر بحثاً