اتصل بنا
 

بذكرى إحراق (الأقصى): مستوطنون يدعون لاقتحام المسجد اليوم

نيسان ـ نشر في 2016-08-20 الساعة 23:36

x
نيسان ـ

دعا ما يسمى "اتحاد منظمات الهيكل"، المزعوم، إلى تنظيم اقتحامات جماعية للمستوطنين المتطرفين، اليوم، ضدّ المسجد الأقصى المبارك، وذلك في الذكرى السابعة والأربعين لحريقه، وسط دعوات المؤسسات المقدّسية "للرباط في المسجد والدفاع عنه".
وتزاحمت المواقع الإلكترونية التابعة "لاتحاد منظمات الهيكل"، المزعوم، بدعوة أنصاره من المستوطنين إلى اقتحام واسع للأقصى، وتنظيم مسيرات جماعية في أحياء القدس المحتلة، للمطالبة "بهدم المسجد وإقامة "الهيكل" مكانه"، وفق مزاعمهم.
فيما ارتفعت وتيرة تهديدات الجماعات اليهودية المتطرفة بتكرار جريمة الحادي والعشرين من آب (أغسطس) العام 1969، حينما أضرم أحد أقرانها النيران في المسجد، بمساعدة الاحتلال الإسرائيلي الذي قطع المياه وعرقل وصول سيارات الإطفاء للمكان، مما تسبب في تدمير منبرّ صلاح الدين وجزء مهم من الناحية الجنوبية للمسجد، فيما كاد يمتد لقبته لولا استماتة المواطنين الذين تدافعوا لإطفاء الحريق.
وقال خطيب المسجد الأقصى المبارك رئيس الهيئة الإسلامية العليا، الشيخ عكرمة صبري، إن "المسجد الأقصى يتعرض هذه الأيام إلى أخطار متعددة، تتجسدّ باقتحامات المستوطنين المتطرفين المتواترة لرحاب المسجد، وبتنفيذ الحفريات أسفله التي كشفت عن أساساته مما يهدد وجوده ويعرضه للخطر".
وأضاف الشيخ صبري، لـ"الغد" من فلسطين المحتلة، إن "الحكومة الإسرائيلية تعدّ المسؤولة بشكل مباشر عن تلك الاقتحامات والحفريات"، مبيناّ أن "المشكلة لا تنحصر في الجماعات اليهودية المتطرفة، وإنما في الحكومة الإسرائيلية التي تدّعمها مباشرة وبقرار سياسي رسمي".
ودعا "الدول العربية والإسلامية إلى التعاون وتقديم الدّعم والمساندة للأردن في مواجهة فداحة الأخطار المحدّقة بالمسجد، ووضع حدّ لعدوان الاحتلال حتى لا يتمادى في اعتداءاته ضدّ الأقصى".
ويشرف الأردن على الأوقاف والمقدسات الإسلامية في القدس المحتلة منذ العام 1952، فيما يتبع لوزارة الأوقاف قرابة 750 موظفا إلى جانب لجنة إعمار خاصة بالأوقاف الإسلامية ومديرا للأوقاف ومساعدا لأمينها العام.
وحث الشيخ صبرّي على "شدّ الرحال للأقصى والرباط فيه والدفاع عنه، في مواجهة دعوات المستوطنين لاقتحامات واسعة بحقه".
واعتبر أن "حريق الأقصى، في العام 1969، يعدّ بمثابة إنذار للأمة الإسلامية بأن الأقصى في خطر، أسوّة بحاله قبل سبعة وأربعين عاما، حينما هبّت الجماهير، وكان شخصيا مشاركا معها، في مدينة القدس المحتلة، شيبا وشبابا ونساء ورجالا، لنقلّ المياه والأتربة من أجل إطفاء الحريق الكبير، بطرق بدائية بسيطة".
وتابع قائلا إن "سلطات الاحتلال عرقلت وصول سيارات الإطفاء للمكان، من بلديات رام الله والبيرة والخليل وبيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا، مما تسبب في التهام الحريق للمنبر الشهير المنسوب إلى (القائد الإسلامي) صلاح الدين الأيوبي".
وأوضح بأن "الذين شاركوا في جريمة إحراق الأقصى يشكلون مجموعة وليس فرداً، إلا أنهم ألقوا القبض على المدعو مايكل دينيس روهان، وقيل إنه إسترالي الجنسية ومختل عقلياً بهدف إخفاء الجريمة، التي ارتكبتها سلطات الاحتلال بحق الأقصى".
وقال إن "الهيئة الإسلامية العليا قد عقدت مؤتمرا صحفيا ودانت بشكل مباشر سلطات الاحتلال التي وقفت وراء جريمة حريق الأقصى".
وكان الاحتلال ادّعى بداية بأن التماس الكهربائي قد تسبب في الحريق، إلا أن تقارير المهندسين الفلسطينيين العرب أكدت أن الحريق نشب بفعل أيد مجرمة ومتعمدّة، بما اضطر الحكومة الإسرائيلية لإلقاء القبضّ على اليهودي الاسترالي، دنيس، ومن ثم الإدعّاء باختلاله العقلي وإطلاق سراحه.
انتهاكات الاحتلال بحق الأقصى
ولطالما يعتبر المسجد الأقصى المبارك مستهدفا إسرائيليا ضمن سياق مخطط الاحتلال لتهويد القدس المحتلة وطمس معالمها العربية الإسلامية. وقد تسبب ذلك في إبقاء أجواء التوتر والاحتقان تتسيّد المشهد القائم في المدينة المحتلة، بما فيها الأقصى.
فقد دفعت انتهاكات المستوطنين والمنظمات الصهيونية ضدّ حائط البرّاق، الذي يشكل جزءا من الحائط الغربي للحرم القدسيّ الشريف، إلى اندلاع ثورة البراق في 23 آب (أغسطس) 1929، حيث يزعم اليهود، الذين يطلقون عليه حائط المبكى، أنه آخر بقايا "الهيكل" المبنيّ عبر التاريخ القديم، وفق مزاعمهم.
وقد أسفرّت ثورة البّراق عن استشهاد 116 فلسطينيا وجرح 232 آخرين، وإعدام ثلاثة من 27 فلسطينيا كان محكوما عليهم به، حيث نفذ الحكم في الشهداء عطا الزير ومحمد جمجموم وفؤاد حجازي.
فيما نشطت انتهاكات الاحتلال عقب عدوان العام 1967، وإعلان ضمّ شرقيّ القدس في 27 من حزيران (يونيو) من نفسّ العام، وذلك قبيل إعلان البرلمان الإسرائيلي "الكنيست" في تموز (يوليو) 1980 "عاصمة موحدة لإسرائيل"، عبر أساليب مختلفة، متمثلة في الاقتحامات اليومية للأقصى وتنفيذ الحفريات أسفله وبمحيطه تمهيداً للسيطرة عليه.
ووفرّت حماية الاحتلال للمستوطنين سبيلا مواتيا لارتكاب الجرائم ضدّ الشعب الفلسطيني وبحق المسجد الأقصى، مثلما تجسّد في اقتحام الإسرائيلي المتطرّف، ألن جودمان، للأقصى عبر بوابة الغوانمة المحاطة بحراسة أمنية مشددة، وإطلاق النار على المصلين، في 11 نيسان (إبريل) 1982، الذين استشهد العديد منهم.
وتبّع ذلك ارتكاب مذبحة أخرى بالأقصى، في 8 تشرين الأول (أكتوبر) 1990، أسفرت عن استشهاد 23 فلسطينياً وجرح 85 آخرين.
في حين انتفضّ الشعب الفلسطيني ضدّ قوات الاحتلال بعد قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في العام 1996، فتح نفق أسفل المسجد الأقصى، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى الفلسطينيين، فيما أعلن الجانب الإسرائيلي عن مقتل 17 جندياً من صفوفه المحتلة.
كما أدى اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل، أرئيل شارون، للأقصى إلى إشعال الانتفاضة الفلسطينية في العام 2000، حيث أسفر عدوان الاحتلال عن استشهاد حوالي 4000 فلسطيني وجرح الآلاف منهم.
وتتخذ الحفريات أسفل المسجد الأقصى وبمحيطه مشهداً آخر للعدوان الإسرائيلي، عبر تهديد المباني الأثرية وهدم أجزاء من المباني المحيطة به، وتنفيذ حفريات ملاصقة للجدار الغربي منه ومحاولات النفاذ إلى داخل سور المسجد.
وتبعاّ لذلك؛ فقد تأثرت العديد من الأبينة التي باتت معرضة للانهيار، مثل المدرسة العثمانية والمدرسة الجوهرية ورباط الكرد، بعدما استولت على مدرسة دار الحديث الإسلامية التي أنشئت سنة 1268م في العصر المملوكي.
وأدى جدار الفصل العنصريّ إلى عزل عدة أحياء وضواح كاملة في القدس المحتلة عن القدس نفسها، مما عزل 100 ألف مواطن مقدسي عن المدينة بعدما باتوا خارج الجدار مهدّدين بسحب هوياتهم المقدسية.
بينما حرمت سلطات الاحتلال أكثر من 11 ألف مقدسي من هوياتهم منذ عدوان 1967، تزامناً مع تسرّيع وتيرة الأنشطة الاستيطانية في القدس المحتلة، لمنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967، وعاصمتها القدس المحتلة. وكانت منظمة اليونسكو قد أدرجت مدينة القدس المحتلة العام 1982 ضمن قائمة الأماكن الأثرية المهددة بالخطر.
مساعي "تهويد" القدس المحتلة
بدوره؛ قال الأمين العام لمبادرة "إعلاميون من أجل القدس"، صالح زيتون، إن "سلطات الاحتلال عملت، منذ البدء، على ترسيخ الامر الواقع في المدينة المقدسة، بعيدا وبما يخالف قرارات الشرعية الدولية".
وأضاف، لـ"الغد"، إن الاحتلال "نفذ عدة إجراءات عدوانية بحق المدينة المحتلة من أجل استهداف تهويدها؛ مثل تنفيذ الحفريات داخل البلدة القديمة، لاسيما حول الحرم القدسيّ الشريف وأسفله للبحث عن آثار "الهيكل"، المزعوم". ولفت إلى "قيام الاحتلال باتخاذ إجراءات توسيع مساحة المدينة المحتلة وإطلاق خطة "القدس الكبرى"، الممتدّة ضمن مساحة 600 كم2، بحوالي 10 % من إجمالي مساحة الضفة الغربية المحتلة، فضلا عن تطويقها بحزّام أمني ومنع تواصلها مع بقية أجزاء الوطن المحتل، وإقامة الجدار العنصريّ".
وبيّن أن "السياسة الإسرائيلية الاستيطانية أسفرّت عن إقامة 34 مستوطنة في القدس المحتلة، ضمن مساحة 38كم2 ضمن حزامين؛ حيث تجثمّ 16 مستوطنة منها داخل المدينة المحتلة، بينما تتغلغل 18 مستوطنة أخرى ضمن ثنايا المساحة الواقعة خارج حدودها".
وأشار إلى أن المعطيات المتوفرّة تفيد "بوجود 18 موقعا استعماريا عشوائيا، وشق الطرق الالتفافية التي أقيمت داخل القدس المحتلة وحولها، بهدف ربط المستوطنات بطول إجمالي بلغ حوالي 91 كم، مما يتسبب بعزل المدينة عن محيطها الفلسطيني".

نادية سعد الدين - الغد

نيسان ـ نشر في 2016-08-20 الساعة 23:36

الكلمات الأكثر بحثاً