اتصل بنا
 

المعلم بالمعلم والطبيب بالطبيب والبادي أظلم

نيسان ـ نشر في 2015-05-21 الساعة 14:42

x
نيسان ـ

قبل أكثر من ثلاثين عاما قُتُل معلم أردني في اليمن ثأرا على يد إحدى القبائل هناك، وذلك لأن القبيلة التي يدرس فيها المعلم المغدور قتلت سابقا معلم القبيلة الأخرى.

عندما سرد الحكاية مغترب أردني عاد إلى المملكة، كنا نتندر بها، ونحن نعجب من أن هناك بشر يعيشون على كوكب الأرض ما زالوا يحملون في رؤوسهم مثل هذه الأفكار.

هذا كان قبل عقود، اليوم يبدو أن الرؤوس التي تحمل مثل هذه الأفكار، استوطنت المملكة، وباتت قوات الأمن مضطرة الى الإحاطة بمنزل أحد الأطباء يرتبط بعلاقة قربى من قاتل الطبيب المرحوم محمد أبو ريشة، خشية على حياة هذا الطبيب بعد أن تلقى تهديدات بالقتل ثأرا لقتل المرحوم بإذن الله تعالى الدكتور أبو ريشة.

ربما لا يحتاج مثل هذا الخبر الى تعليق. من المؤكد أن الكلمات لن تسعف أحد منا ليصف المستوى الحضاري الذي وصلنا له. نعم نعيش في بيوت جميلة، وربما ننعم بغرف ضيوف ونوم مرتفعة الثمن لكن ما غفلنا عنه هو ما فوق رؤوسنا. كان شيئا يدعى عقل.

أيصل الحال بنا في مجتمع نزعم أنه وصلت من المدنية ما وصل أن يخشى مواطن على نفسه – فقط – لأن قريبا له في الدم قتل أحدهم.

أن الكوميديا السوداء التي تحملها قصة تهديد الطبيب لا يمكن أن تصفها سوى نقابة الأطباء. تخيلوا ما هو الشعور الذي سينتاب الأطباء وهم يسمعون مثل هذا الخبر؟ بالأمس خسروا زميلا، واليوم يهدد زميل آخر لان زميلهم الأول قتل.

في السابق كان الواحد منا يقول انه يعيش في القرن العشرين، وهو يعني بذلك انه وصل حالة من التطور والتمدن لا يمكن معها أن يفكر بالطريقة ذاتها التي كان يفكر بها أبوه وجده. اليوم يبدو أن علينا أن نقلب المعنى، فعندما نقول إننا نعيش في القرن الواحد والعشرين، فلا بد وان نعني بذلك أن الفوضى والغوغائية هي المقصودة.

أيصل الحال بنا أن يثأر بعضنا من بعضنا، وفق قاعدة: المعلم بالمعلم، والطبيب بالطبيب والبادي أظلم.

نيسان ـ نشر في 2015-05-21 الساعة 14:42

الكلمات الأكثر بحثاً