اتصل بنا
 

(دائرة الحيتان): 11 قائمة تخطب ود ربع مليون ناخب للفوز بـ6 مقاعد

نيسان ـ نشر في 2016-08-21 الساعة 23:54

x
نيسان ـ

تزامنا مع كل انتخابات نيابية، تعاود الدائرة الثالثة في عمان، حضورا مغايرا عن كل الدوائر الأخرى، لأسباب متعددة، ليس أقلها طبيعة المناطق التي تضمها، واتجاهات مرشحيها وناخبيها.
جغرافيا، تقع الدائرة الثالثة في قلب العاصمة، وتضم مجلسي النواب والأعيان ورئاسة الوزراء، وعددا من الوزارات والمؤسسات الحكومية، فضلا عن أربعة من أبرز جبال عمان القديمة، هي "القلعة" و"عمان" و"اللويبدة"، و"الحسين"، إضافة إلى منطقة وسط البلد القديمة، التي ترتفع فيها مئذنة المسجد الحسيني العريق، إضافة إلى وسط البلد الحديث في العبدلي (البوليفارد)، والذي يشمل مناطق "المدينة"، و"زهران"، و"العبدلي".
والواقع أن تسمية دائرة "الحيتان" التي أطلقت على "ثالثة عمان" لم تأت قياسا على أسماء المرشحين فحسب، وإنما لوجود ناخبين ذوي توجهات سياسية تحركهم عند إدلائهم بأصواتهم في صناديق الاقتراع، بعيدا عن نواب "الخدمات".
ولهذا أفرزت الدائرة خلال الأعوام العشرين الأخيرة نوابا من العيار الثقيل، وما تزال خياراتها حتى الآن تدل على ذلك، إذ نادرا ما تمنح الدائرة حق تمثيلها لنائب خدمي فقط، وإن كانت في الفترة الأخيرة بدأت تمزج بين السياسي والخدمي.
وكالعادة، فإن الدائرة الثالثة تبقى من أبرز وأهم دوائر المملكة وأشرسها منافسة وقوة، وزاد حجم المنافسة فيها في الانتخابات الحالية (الثامنة عشرة) إثر انضمام مرشحين جدد إلى السابقين، أضفوا على المشهد الانتخابي في الدائرة، سخونة متزايدة.
ومن أصل ما يقرب من 7.5 مليون ناخب في العاصمة، فإن عدد الناخبين في الدائرة الثالثة يقارب الربع مليون، فيما بلغ عدد القوائم المرشحة 11 قائمة يتنافس أعضاؤها على ستة مقاعد، خمسة للمسلمين من بينهم مقعد للشركس والشيشان، وسادس للمسيحيين.
وترشح في القوائم الـ11 المتنافسة، 64 مرشحا ومرشحة، حيث قدمت 8 قوائم من الـ11 أسماء مكتملة، فيما قدمت 3 منها مرشحين أقل، وبلغ عدد أقلها 3 مرشحين فقط، وهو الحد الأدنى للعدد الذي يجب أن تضمه القائمة.
ويتنافس في الدائرة، 4 نواب سابقين من نواب المجلس السابع عشر، هم خميس عطية ورلى الحروب اللذان فازا في المجلس السابق عبر قائمة وطن، وأحمد الصفدي وأمجد المسلماني، و5 نواب من مجالس أسبق، هم: عودة قواس، وريم بدران، ومروان سلطان، وغازي مشربش، ومنصور مراد، ليصبح عدد النواب السابقين المتنافسين 9 نواب.
والملاحظ أن قائمتين اثنتين ضمت كل منهما اثنين من النواب السابقين، وهم منصور مراد وعودة قواس ضمن قائمة واحدة، هي قائمة الإصلاح المشكلة من جبهة العمل الإسلامي وحلفاء لهم، كما أدرج النائبان السابقان غازي مشربش وريم بدران ضمن نفس القائمة، وهي"بدون شعارات"، فيما شكل كل من خميس عطية، وأمجد مسلماني، وأحمد الصفدي، ومروان سلطان، ورلى الحروب قوائم بمفردهم.
وتقدم أيضا نقابيون بارزون يريدون خوض الانتخابات في الدائرة الثالثة، حيث ترشح نقيب المحامين الأسبق صالح العرموطي، والنقابي خالد رمضان في قائمة أخرى، وكذلك الدكتور مؤمن الحديدي، والناشطان النقابيان عبد الله القضاة وعبد الناصر الخصاونة.
والملاحظة الأبرز أن قائمة (إنجاز) ضمت مسيحيا أرمنيا عن المقعد المسيحي لأول مرة، فيما ضمت قائمة (معا) المحامي قيس ابن نجل الشيوعي العريق يعقوب زيادين، كما أن قائمة الإصلاح ضمت زوجة الصحفي الشهيد طارق أيوب، ديمة طهبوب.
عموما فإن الدائرة الثالثة وعبر التاريخ، قدمت أسماء مهمة تسنمت رئاسة الوزراء لاحقا، كما قدمت وزراء ومشرعين بارزين، واليوم يتنافس للفوز بمقاعدها أسماء مهمة أيضا، الأمر الذي يعني إعادة الاعتبار لها.
ويعتمد الثقل العشائري في الدائرة الثالثة، على أكثر من ركن أساسي، فالدائرة التي عاد إليها المقعد الشركسي والشيشاني بعد غياب اضطراري عنها، ستشهد منافسة قوية وغير مسبوقة للفوز بمقعدها، ولهذا حرصت كل قائمة على إدراج أسماء مرشحين شركس وشيشان باستثناء قائمة واحدة، وهو ما اعتمدته القوائم أيضا فيما يتعلق بالمقعد المسيحي.
وتضم الدائرة ثقلا لأبناء نابلس وقراها، والخليل وقراها، والقدس وقراها، ولهذا حرصت قوائم مختلفة أن يكون من بين أعضائها أحد أبناء تلك المناطق، كما تضم ثقلا لأبناء السلط أيضا، وآخر كبيرا لما يعرف بـ"الشوام"، ولهذا كان تمثيل الدائرة خلال الفترات الماضية خليطا بين كل أولئك، رغم أن الطابع السياسي هو المسيطر عليها، فلم تنح الدائرة منحى عشائريا خالصا وإنما كانت خيارات أبنائها دوما سياسية حينا، أو اجتماعية واقتصادية حينا آخر.

جهاد المنسي- الغد

نيسان ـ نشر في 2016-08-21 الساعة 23:54

الكلمات الأكثر بحثاً