اتصل بنا
 

الدولة تسحب البساط من تحت أقدام خطباء المساجد

نيسان ـ نشر في 2016-08-22 الساعة 21:46

x
نيسان ـ

كتب إبراهيم قبيلات ..باعتراف وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية وائل عربيات بوجود أكثر من 3000 خطيب غير مؤهل، يعتلون منابر نحو 6200 مسجد، منتشرة في كل أنحاء المملكة، يُنتظر أن تسحب الدولة البساط من تحت أقدام خطباء المساجد.
يأتي اعتراف الوزير بعد عقود من زواج المتعة بين السلطة والمؤسسة الدينية التي نجحت في تحقيق مساعي الأولى في إحكام سيطرتها على المجتمع بأدوات دينية، فبقيوا "سمن على عسل" إلى أن طرأ جديد أجبر الدولة أن تتبنى خطاباً "علمانياً" لتريح ظهرها من حمولة زائدة.
طوال عقود ماضية ظلّ الجامع عرضةً لتدخلات السلطة في تفاصيله الكثيرة، حتى فقد كثيراً من مراميه، وانشغل أئمته في أمور ثانوية، بعد أن تبنوا خطاب الدولة وراحوا يروّجون لها، مقابل ما منحتهم من حصانة ونفوذ شعبي كبير، باعتبارهم "شيوخاً" وسط مجتمع مسكون بالوجاهات و"العبي".
في الواقع، لم يأت الوزير بتصريح جديد للأردنيين، أو على الأقل لمن يمتلك ذاكرةً منهم، فلا يوجد أردني إلا ويحتفظ بقصة بطلها خطيب مسجد ما، لكن التصريح يكشف مدى حالة الانفصام التي وصل لها العقل الرسمي بعد أن جرّب كل أشكال القيود والحصار الفكري على الناس، وها هو اليوم ينقلب على حلفاء الأمس.
الخطير اليوم، هو في سلوك مصلين نشأوا وتربّوا على أيادي خطباء جهلة، ويرفضون انتهاج سلوك سوي، يعكس صور الدين ومنطلقاته، رغم تنبيههم سواء من مصلين أو غير مصلين بخطورة تناقض سلوكهم مع الرسالة الإسلامية.
من منا ينكر إغلاق مصلين طرقاً رئيسية بمركباتهم يوم الجمعة بدافع تأدية فريضة الصلاة؟ صحيح أن هؤلاء مخطئون وضحايا في الوقت نفسه، لكن السؤال كيف سينجح المجتمع في إعادة ترميم أفكارهم؟.
هذا مشهد حي وبإمكان الجميع معاينة الحالة البشعة سواء في القرى أو في المدن، حينها ستكتشف أين أوصلت السلطة شعبها؟ وكيف نجحت في تعزيز حالة الفصام في المجتمع.
وفق هذه المعادلة نحتاج لعقود كثيرة كي تتخلى فيها الدولة عن وصايتها على المؤسسة الدينية، وتنتهج خطة تصحيحية برؤية علمية، تنهض بالمجتمع عبر إفساح المجال لأهل الكفاءة والمقدرة إلى جانب تبنيها مناهج تعليمية تنويرية؛ تبدد حالة الجهل المستفحلة.

نيسان ـ نشر في 2016-08-22 الساعة 21:46

الكلمات الأكثر بحثاً