اتصل بنا
 

باص مطاوع ...

كاتب وأكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2016-08-30 الساعة 18:14

تجربة رحلة باص مطاوع في السبعينيات: معرفة الركاب والمسافرين وتفاصيل البلدة والاستجواب المختلف للذاهبين إلى عمان.
نيسان ـ

في عام 1973-1974 ، كان الباص الوحيد الذي نستقله في اتجاه الشمال هو باص "مطاوع" الذي كان يمرّ بالحسا في طريقه إلى عمان قادما من الطفيلة ، كنا نعرف مواعيده ونعرف كل المسافرين وأين سينزلون من باص مطاوع ، في الحسا كنا نعرف البلدة بكاملها ، ونعرف المسافر وأين يريد الذهاب ،ولماذا ، ومن سيزور ، وكل التفاصيل التي لاتهمنا .
كان مطاوع يعرف الركاب ويعرف أحوالهم وأين سينزلون قبل القطرانه أو بعد ها ...أما الذاهب منهم إلى عمان فيعرفه باختلاف لباسه ؛ إذ لابد أن يكون لابسا عباءة فعمان بلد الدولة وقد يلتقي واحداً من الدولة في سقف السيل فلايليق به أن يُرى دون عباءة .كان مطاوع يبدأ السؤال بمجرد صعود الراكب ، كيف الحال ؟ ثم يبدأ كأنه يكمل حديثا من السفرة السابقة ، إن شاء الله بعتوا بسعر زين ؟ كم تنكة سمن (سويتوا) ؟ ظل عندك ربايط ؟ زرعتوا بالديرة ؟.لمين أعطيتوها ؟ وكانت الإجابات ذاتها تتكررفي كل سفرة .. تتكرر مرتين أو ثلاثا في العام .
الذاهبون إلى عمان كان يحقق معهم بطريقة مختلفة ،فهو يكون قد أنهى استجواب القادمين من الطفيلة ،وانتهى منهم قبل الوصول إلى الحسا وعندما يبدأ سؤال أهل الحسا يعرف القادمون قصص البلدة بسبب التقسيم غير العادل للاستجواب الذي كان يمارسه الحاج مطاوع "عليه رحمة الله" على الركاب الجدد فهم مكشوفون للركاب القدامى ولايعرفون عنهم شيئا .
تماما مثل النواب الجدد والنواب "ذوي السوابق" النيابية .
أيام باص مطاوع كان المرحوم"عبدالله العوران يحل نصف مشاكل الجنوب و"المرحوم فيصل بن جازي يحل النصف الآخر...
مات مطاوع رحمه الله ...واستبدل الباص بكوسترات كثيرة..وأصبح لدينا عشرات النواب .. ولا أحد يحلّ مشاكل الجنوب ...
و التجربة النيابية تقف في انتظار باص مطاوع الذي لايأتي .. والقادمون الجدد لايعرفون شيئا !!

نيسان ـ نشر في 2016-08-30 الساعة 18:14


رأي: د. عطا الله الحجايا كاتب وأكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً