اشمط يا كبير
نيسان ـ نشر في 2016-08-31 الساعة 09:12
كتب محمد قبيلات... قام نشطاء بالتقاط ونشر صورة غير واضحة لوجهاء تحلقوا على مائدة يبدو انها لأحد المترشحين للانتخابات النيابية المقبلة، وعنونوا الصورة بعبارة لا تنقصها الظرافة: " اشمط يا كبير".
يقال، والعهدة على الرواة الوشاة الخبثاء، أن زعنفة من "المفاتيح"، في هذه الدائرة أو تلك، قد دُسَّت جويبهم وعبوبهم بالمعلوم، على سبيل العربون المدفوع من قبل مرشح طامح دخول نواد السياسة، فراحوا يروّجون لهذا المرشح دون غيره في انتظار باقي الحساب.
ما الجديد في الأمر؟
فالوجهاء أو المتوجهون المصطنعون، ما صُنعوا إلا بما نُفخت به جيوبهم وبطونهم، والراشي والمرتشي لم ولن يخسروا من جيوبهم شيئا، فالرشى الأساسية، التي صَنعت كل هذا الهلام، ما دُفعت أصلا إلا من مال حرام لتُغطي على أفعالٍ حرام.
هي سياسة شراء الذمم الهادفة تغطية الجرائم الكبرى المرتكبة بحق الوطن.
علمتنا سير الانتخابات في بلادنا، أنها عرس، أو ميدان سباق فيه ربح وخسارة، وجمهور ينسى أنه الصانع، في تعبير عن عدم ثقة وعدم الرضا العام، فندخل لعبة رهان على الأقوى، بقصد الفرجة غير الهادفة أكثر من التسلية.
أقوى بماذا؟ أقوى بإمكانات الفوز، ولا يهم الجمهور المتابع بتراخٍ أن تكون الأدوات رخيصة، فالمهم هو فعل المغالبة، وكما تتوقف الجموع عن متابعة مسيرها في شارع عام، بدافع من الفضول، لمشاهدة مشادة قد تفضي إلى اشتباك بالأيدي، يتوقف الناس الآن عند موضوعات الانتخابات.
لكن مهما كانت الصورة سوداوية؛ فنحن لا نرى إلا الظاهر والتخمينات والتوقعات الموجهة، وكل هذا غير ما يجري تحت السطح.
لحظة الحقيقة هي اللحظة التي تظهر فيها نتائج الانتخابات، وهناك قطاعات واسعة من الناس تراقب وتُخزِن، هي تمهل ولا تهمل، وستلقن جماعة المال السياسي دروسا لن تنسى.
حتى البسطاء، الذين قبضوا على حين ضعف أو حاجة، ستأتيهم الفرصة للرد على الاهانة والابتزاز.
نعم؛ سيردون على الاهانات بلطم تلك الوجوه الشائهة بعدم الانصياع لهم إلى آخر اللعبة، فلا زالت هناك فسحة مستورة عن المراقبة؛ يستطيع الانسان فيها أن يختلي إلى نفسه أمام صندوق الاقتراع ليتخذ قراره الحر.
عندما نرغب ونريد أن نكوّن سلطة تشريعية رقابية فعلية، فإننا بالتأكيد سنتوصل إلى صياغات قانونية وتشريعية جادة تؤسس لإنتاج هذه السلطة.
ليس من باب العبث أن يتكوّن الانطباع العام الكاره للمجلس التشريعي والانتخابات والحوارات، فلم يترسخ إلى هذه اللحظة- لدى عامة الناس- إلا عدم الجدوى من كل ما يجري.