أحمد سرور إذ يتصدّى لخلع الأشواك المجتمعية بالفن
نيسان ـ نشر في 2016-08-31 الساعة 11:22
"أردني وفلسطيني" ثنائية بشعة غزت الشوارع والبيوت والمدارس والجامعات والملاعب ونخشى أن تقتحم قلوبنا
الناس بحاجة إلى لحظة محبة صادقة بدلاً من كل هذا الخراب
الفن في مواجهة أمراض المجتمع وعصبياته
الأردنيون من حواف عنصرية خطيرة
بالتزامن وظهور قوة مواقع التواصل الاجتماعي طفت على السطح قناعات فنية صاعدة لا تعبأ بـ"التابوهات" الاجتماعية ومحاذيرها
نعمل بشكل مؤسسي جاد لكسر السائد "المذموم" لصالح التأسيس لأنساق مجتمعية صحيّة
ما أحوجنا اليوم إلى جملة فنية عميقة تضعنا بمواجهة مع أنفسنا وعمق خطاياها
حاوره شريف الزعبي ورزان دراغمة
بالتزامن وظهور قوة وسحر تأثير في مواقع التواصل الاجتماعي طفت على السطح قناعات شبابية فنية صاعدة لا تعبأ بـ"التابوهات" الاجتماعية ومحاذيرها، وتعمل بشكل مؤسسي جاد؛ لكسر السائد "المذموم" لصالح التأسيس لأنساق مجتمعية صحيّة. وليس أدَلّ على ذلك من فكرة الناشط "الفيسبوكي" معاذ العمري التي تبناها الفنان أحمد السرور وآخرون ممن رفضوا أن يكونوا "فِلزاً فنياً" ساكناً في الوقت الذي يقترب به الأردنيون من حواف عنصرية خطيرة ، فكانت فكرة نشر فيديو #تحدي_العنصرية، عن هذه الآفة التي شعلت مجتمعنا، ليصبح الاعلى تداولا في "الفيسبوك" خلال اليوم الاول عربيا.
لا شك أن تسمية الأشياء بمسمياتها خطوة أولى وصحيحة في إطار السعي لنزع فتيل الصاعق المجتمعي، بدلاً من ثقافة "الحسحسة" التي دأُب الناس عليها خشية أن يتهموا بحزمة من التهم الجاهزة، لكن السرور ورفيقه رفضا أن ينساقا في المشهد، فقالا كلمتهم التنويرية.
ما قام به السرور والعمري ينسجم تماما و روح الفن ورسالته التي تعكس قيم الإنسان وحضارته، في وقت بدأت به الالسن تتلون بملامح جديدة تخنق الفن وتربطه ﺑﺼﻮر صادمة للعري واﻟﻔﺴﻮق واﻟﻔﺠﻮر وغيرها من المصفوفات البدائية الكثيرة، ما يتنافى وفلسفة الفن الحقيقية ومرتكزاته.
"ما أحوجنا اليوم إلى جملة فنية عميقة تضعنا بمواجهة مع أنفسنا وعمق خطاياها، وتستأصل الرفض من دواخلنا بمجرد الاستماع إلى مقطوعة موسيقية تذكرنا بأجمل ما فينا " يقول السرور في حوار لصحيفة نيسان، مؤكدا حاجة الناس إلى لحظة محبة صادقة بدلاً من كل هذا الخراب.
التفت السرور والعمري إلى جملة من القضايا التي تأكل وسادة التعايش والألفة بين الأردنيين، لكنهما اليوم منشغلان في تنبيه الرأي العام الأردني إلى تبعات آفة العنصرية على النسيج المجتمعي وسلميته، في إيمان مطلق منهما بأن تعرية المشكلة لا تكفي لاجتثاثها من دون ان يصحب ذلك بَلورة رأي عام واعٍ لتبعاتها وارتداداتها، حسبما يرى السرور الذي يصر على ترجمة رسالة الفن في تعزيز صور المحبة والوئام في المجتمع.
"أردني وفلسطيني" ثنائية بشعة غزت الشوارع والبيوت والمدارس والجامعات، والملاعب، لكن خشية السرور تكمن في اقتحامها قلوب الأردنيين بعد أن لوثت المناخ العام، وغدا مسكونا بعصبيات لا تبني أوطاناً.
وتالياً نص المقابلة:
1- أنت من أبرز الأشخاص الذين وضعوا أيديهم على الشرخ المجتمعي (أردني- فلسطيني) ...لماذا الآن؟
*في الحقيقة، تم وضع اليد على الجرح لمعالجته، خاصة وأن هناك أكثر من 4 مليون مشترك فعال على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلينا واجب استغلال أدوات الكنولوجيا في الإعلام لإحداث التغيير، وهذا ما نسعى إليه في موضوع العنصرية بين أردني وفلسطيني.
2- ما هي برأيك أبرز التحديات المجتمعية التي تواجه المجتمع الأردني؟
هناك العديد من التحديات التي يتعرض لها المجتمع الأردني، لكن برأيي أن الشباب الآن أكثر وعيا خاصة في عصر "السوشال ميديا " فهم يستخدمونها بطريقة مؤثرة وفعالة، فالشباب المؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي تبنوا قضية (أردني-فلسطيني) لخدمة المجتمع والوطن.
3- هل كان هناك تخوف من رد فعل المواطنين بعد طرح قضية أردني فلسطيني؟.
طبعا، كان هناك تخوف، لكن إيماننا الطلق بأهمية المعالجة، وعدم الاكتفاء بثقافة الادانة من بعيد، جعلنا نتقدم خطوات في سبيل مواجهة الآفة على أمل اجتثاثها، ونحن في ذلك نراهن على وعي الإنسان ورؤيته.
4- من المستفيد من شق المجتمع بشكل طولي بين أردني أردني و أردني فلسطيني؟
لا أستطيع الجزم بهوية المستفيد من شق المجتمع لكن ما أستطيع التأكيد عليه أن المستفيد الأول من حل معضلة (أردني-فلسطيني) هو المجتمع والوطن، وبالتالي تصبح الاولوية اليوم في الإجراءات التطبيقية في الشوارع والمدارس والجامعات وكل الاماكن التي استطاع هذا المرض الخبيث دخولها.
5- ما هي أدواتكم الفنية لمعالجة مثل الاختلالات الاجتماعية؟
أدواتنا هي مواقع التواصل الاجتماعي، وكثرة المتابعين لنا على وسائل الاتصال المجتمعي، إضافة إلى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والالكترونية، رسمية كانت ام خاصة، الجميع مل التنظير ومتعطش للتغيير.
6- هل سينجح الفن في رأب الصدع المجتمعي؟
(الفن والثقافة والشباب ) إذا ما اجتمعوا ستتكون في الأفق معادلة سحرية، وحتما ستنشل المجتمع من ما يحيط به من تحديات، بعد التأسيس لحالة من التنوير والمحبة، حينها يصبح الفن جزءا من الحل المستند إلى رؤى علمية تأخذ باعتبارها أهمية العلم والعدالة الاجتماعية وسلطة القانون في بناء مجتمعات مدنية تسعى للعطاء أكثر مما تأخذ.
مبادرة معاذ العمري " التصدي للعنصرية" يتشارك اليوم مجموعة من الناشطين على وسائل الاتصال المجتمعي وفنانين اردنيين في انضاجها فنياً, ومن هؤلاء القناديل المضيئة الذين اخذوا على عاتقهم اماطة اللثام عن وجه المطبات التي تعترض طريق الاردنيين كل من ; معاذ العمري, نيكولاس خوري, شريف الزعبي, اسامة جيتاوي, عدي حجازي, أمجد حجازين, احمد مساد, ليث علي, طارق حامد, احمد دعموش.
ملاحظة: تبدأ صحيفة نيسان الالكترونية باجراء سلسلة من الحوارات مع فنانين اردنيين للمساهمة في اجتراح حلول ناجعة لمشاكل المجتمع الاردني سيما وان فنانين اطلقوا #التصدي_للعنصرية ما يفتح شهيتنا بتسليط الضوء على الاغتيالات المجتمعية عبر رؤيا فنية اردنية.