اتصل بنا
 

البحث عن شيطان إيران الأكبر في الرياض

نيسان ـ نشر في 2015-05-22 الساعة 18:05

x
نيسان ـ

لا يمكن النظر الى التفجير الذي وقع في بلدة القديح بمحافظة القطيف السعودية بمنأى عن حرب السعودية على المصالح الإيرانية في المنطقة.

وسواء كان تنظيم داعش مسّيرا بالرموت كنترول وفق الأصبع الإيراني أم لا، فإن التسهيلات العسكرية التي تقدمها طهران لداعش في العراق تجعل من الصعب تصديق أن يكون حادثة مسجد القديح بعيدا عن عاصفة الحزم السعودية والرد الإيراني الذي سبق وأن أعلنت عنه طهران وهي تقول إنها لن تقف مكتوفة الأيدي بما تصنع الرياض بحلفائها الحوثيين.

وعلى نسق الحرب الإيرانية عن بعد، تلك التي ظهرت في السنوات الماضية في العراق، وسوريا ثم التورط حتى العنق في هاتين الساحتين، فان العين لا تخطئ رؤية الأدخنة الإيرانية في تفجير القديح.

لا يهم كثيرا سواء كان إعلان تنظيم داعش المسؤولية عن التفجير حقيقيا ذلك الذي ظهر الجمعة على إحدى صفحاتها على التويتر أم لا فإن كل الخيوط تقود لمستفيد رئيسي واحد هي: "إيران".

من الواضح أن الإيرانيين يرفضون الانصياع الى الرسائل الخليجية برفض استمرار طهران في العبث بالساحات العربية. ومن الواضح أكثر من ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية راغبة في النأي بنفسها عن هذا الصراع، مطلقة العنان للطرفين أن يفعل الواحد بالآخر كل ما يستطيعه، ذلك أن المصالح الأمريكية تقتضي إضعاف إيران وتحطيم الأنف السعودي، وهما مصلحتان تبدو واشنطن أنها تلعبهما بدقة بالغة.

اليوم، مطلوب من إيران وليس أي احد آخر التراجع عن أحلامها في السيطرة على المنطقة عبر وكلائها المحليين. فما فعلته وتفعله بالعراق، ما زال يتمدد في فوضاه، إلى الوقت الذي ستجد فيه طهران ساحتها نفسها متورطة به.

ولو صحيح أن إيران - وهي تعيد تصنيف شيطانها الأكبر بالسعودية هذه المرة وليس أمريكا - على حد وصف الفاينانشال تايمز – تنظر بعدائية مبدئية نحو أمريكا ومن خلفها "إسرائيل"، فإن أول الخطوات التي يمكن أن تفعلها هي البحث عن صيغ توافقية مع الخليجيين، وليس عن موطئ قدم لها في جزيرتهم.

كان مستفزا إرسال سفينة الإغاثة الإيرانية الى الحوثيين في اليمن،، فيما مات ويموت الفلسطينيون جوعا، على يد سياسة طهران في مخيم اليرموك بسوريا، بينما لا نجد حصة لقطاع غزة من التعاطف الإنساني الإيراني الذي وجدناه منها في سفينة الإغاثة اليمنية.

ندرك أن المحرك الأساسي للسياسية الإيرانية هي "مصالحها الفارسية"، لكن إلا تقتضي هذه المصالح أن لا تلعب كل هذه الألعاب الخطرة، وهي تظن حالمة أن الشعوب العربية المسلمة يمكن أن تحني لها رأسها.

نيسان ـ نشر في 2015-05-22 الساعة 18:05

الكلمات الأكثر بحثاً