اتصل بنا
 

خبر سار للسوريين..!

كاتب وصحافي أردني

نيسان ـ نشر في 2016-09-11 الساعة 10:54

الاتفاق الروسي الأمريكي يتعهد بتخفيف العنف في سوريا واستئناف العملية السياسية
نيسان ـ

تحت عنوان خبر سار للسوريين، امتلأت المواقع الاخبارية والمحطات الفضائية بالحديث عن الاتفاق الروسي الامريكي الاخير.
الخبر يتحدث عن "إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري أن موسكو وواشنطن طرحتا خطة مشتركة، من شأنها التخفيف من حدة العنف في سوريا واستئناف العملية السياسية. مع التأكيد ان لافروف وكيري في سباق مع الوقت لإنهاء القتال بسوريا قبل العيد"، هكذا يقول الخبر.
اذًا، الحرب في سوريا من يشعلها ومن يقودها ومن ويطفئها اذا صحت الاخبار هم الروس والأمريكان ، وهي حرب دولية بالوكالة، فيما غاب السوريون تماما عن أي تفاصيل اخرى.
المشهد تكرر في أوقات سابقة في العديد من الاقطار ألعربية يتفق الكبار على إشعال وإنهاء الحرب، فيما الصغار يبقوا مطحونين حتى يقرر اصحاب مصانع الاسلحة والشركات متعددة الجنسية ذلك، وربما يدخل على لخط دول اقليمية اقل شأنا امثال ايران و"اسرائيل" وتركيا.
السؤال الذي يبدو غريبا للوهلة الأولى هل يعلم السوريون المتواجدون تحت القصف العشوائي بهذا ألاتفاق وهل وافقوا عليه ؟ .. وفي حال رفضوه هل سيذعن لهم الكبار ام انهم سيعيدون قصفهم مرة اخرى كي يجبروهم على وقف القتل العشوائي بمزيد من القتل الممنهج؟.
وإذا كانت الحوارات السابقة بين السوريين فشلت حتى قبل أن تبدأ، فقد كان السبب واضحا وهو "غياب السوريين أو تغيبهم لا فرق، فالمفاوضات التي أقيمت في جنيف حول سوريا فشلت؛ لأنها مثلت كل وفود الدول، إلا الوفد الذي يمثل الشعب السوري".
المتابع لوسائل الإعلام، والعالمون ببواطن الأمور يدركون تماما أن الكل أدلى بدلوه والكل دافع عن مصالحه وارتفعت الأصوات وقرروا أمرًا ثم اختلفوا عليه، واتفقوا على أشياء، ثم تراجعوا عنها، إلا السوريين لم يسألوا عن رأيهم! حتى من باب المجاملة أو من مبدأ الرأي والرأي الآخر!
وما ناله السوريون من كل ذلك إلا المزيد من القتل والتقتيل، والضياع والفرقة.
هنا لا فرق بين قتيل وقتيل، فالجميع سوريون، والجميع يعيشون في محيط مشترك، ولهم مصالح مشتركة، والجميع كان في وقت ما يشكل خطراً على الكيان الصهيوني.
قضية سوريا هي قضية أمة اجتمعت على ان لا تجتمع، وقضية شعب واحد لم يقتنع بأهمية الحوار، ولم ينتبه ان مصدر دمائهم واحد، ومصيرهم واحد، والخطر القادم من جميع الجهات الخارجية هو واحد ايضا.

نيسان ـ نشر في 2016-09-11 الساعة 10:54


رأي: محمد المحيسن كاتب وصحافي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً