عاطف الطراونة..الزعامات العشائرية لا تخلق رؤساء مجالس نيابية
نيسان ـ نشر في 2016-09-24 الساعة 19:28
كتب إبراهيم قبيلات... أثار شريط فيديو انتشر كالنار في الهشيم عبر "السوشال ميديا" مؤخراً_ يظهر به رئيس مجلس النواب السابق، المهندس عاطف الطراونة، محمولاً على أكتاف أبناء العمومة من الكركية _سؤالاً جوهرياً حول مدى أهمية ظهور السياسي عبر بوابة "الزعامة العشائرية" للوصول إلى قبة البرلمان؟.
لا يمكن إنكار أثر "الشيخة" في الذهنية الأردنية ودلالاتها الكثيرة، فقد نشأ الأردنيون وترعرعوا على وقعها ومعانيها، لكن على الطراونة أن يقرأ جيداً مخرجات انتخابات "الثامن عشر"، وكيف حرمت الديمقراطية بنسختها الأردنية عشرات النواب المخضرمين ممن حجزوا مقاعدهم منذ 1989 في "العبدلي".
كان واضحاً منذ صدور الإرادة الملكية السامية بحل مجلس النواب نهاية أيار – مايو الفائت أن الطروانة ينشغل بخلق المناخات المناسبة لإعادة زراعة نفسه في تربة العبدلي رئيساً للمجلس الثامن عشر، وما تهنئته النواب الجدد بثقة الناس وتمثيلهم إلا شواهد دامغة على محاولة سريعة لتأمين علاقة دافئة مع الأعضاء.
الطراونة الذي دخل القبة لأول مرة عضوا في المجلس الرابع عشر، وبقي مواصلاً حتى الثامن عشر، يدرك أن معركته لرئاسة المجلس لن تكون سهلة كما سابقتها، التي لا تزال أسئلة السياسيين تلاحقها حتى اللحظة.
اليوم هناك "زعامات" سياسية وحزبية، فرضت إيقاعها مبكراً، والدخول معها في منافسة يفترض امتلاك أدوات "حربية ناضجة"، وهو ما يفتقره الرجل، حسبما يؤكد خبراء برلمانيون ممن يعولون على تغيير قواعد اللعبة في العبدلي جملة وتفصيلا، خصوصا بعد تشكيل كتلة " التحالف الوطني للإصلاح" الساعية لرئاسة المجلس، والداعية إلى تشكيل حكومة برلمانية، وفق رؤية الدكتور عبد الله العكايلة ابن الحركة الإسلامية العتيق.
بالنسبة للنخب السياسية فإن فشل 56 نائبا سابقاً في استئناف مسيرتهم البرلمانية يعتبر مؤشراً على استخدام أوراق جديدة ليس لدى عامة الشعب، بل أيضا لدى صانع القرار السياسي، المعني بإيجاد ممرات آمنة سياسياً للمواطنين، إلى جانب إجراء عمليات اقتصادية "جراحية" تريح المواطنين من أزماتهم المالية.
صحيح أن نتائج الانتخابات أراحت الطراونة من أعداء كثيرين، لكن هذا لا يعني اختفاء الساحة من خصوم آخرين يستخدمون أدوات الطراونة نفسها، يبرز من بينهم الوزير الداعية محمد نوح القضاة صاحب أكبر رصيد شعبي في صناديق الدولة، إضافة إلى النيابي العتيد عبد الكريم الدغمي، ووزير الداخلية السابق مازن القاضي.
وفق هذه المعادلة فإن هتاف المريدين للرئيس السابق الطروانة لا يعني أكثر من انفعلات عشائرية، ستتجمد فور بدء الماراثون الرئاسي خلال الأيام القليلة القادمة، سيما وأن الناس أدركت حاجتها اليوم لزعامات سياسية وطنية تلغي بها كل أشكال "الوجاهات" العشائرية.


