اتصل بنا
 

موسم الهجرة إلى المجلس

روائي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2016-09-25 الساعة 14:29

انتهاء موسم الانتخابات وبدء موسم هجرة النواب إلى البرلمان، وتنوع النواب كالطيور بكل أنواعها، والحاجة إلى نواب يملكون أجنحة الضمير والحق ليحلقوا في سماء الكرامة.
نيسان ـ

مع نهاية يوم 20 أيلول من هذا الشهر, أغلقت صناديق الاقتراع, ليبدأ موسم هجرة النواب الجدد والسابقين إلى عش البرلمان الدافئ, والذي لطالما أغرا كل الأطياف السياسية بالرقود به طويلا, لمدة أربعة أعوام قادمة, طمعا في الإباضة والتناسل والاسترخاء,قبل أن تبدأ معركة نتف ريش جديدة.
نوابنا كما الطيور بكل فصائلها, هناك الصقر والنسر والحمامة, والديك والبومة والببغاوات,وحتى الدويريات والحساسين من ضمن القائمة.البعض منهم لم تحالفه رياح الحظ, فسقط أرضا بعيدا عن السرب, والبعض الأخر منهم, وصلوا بشق الأنفس, بعد أن أشهروا مناقير الشعارات الرنانة, وارتدوا ريش الوعود الوردية, ليظهروا أمام مناصريهم كما لو أنهم طواويس أحلامهم المنتظرة.
ما يدهشني فعلا, هو الناخب, أما آن له أن يقتنع, بأن لا يبقى حبيسا كطائر بائس في قفص البطالة, منتوفا بلا راتب شهري يغطي التزاماته اليومية, أما آن له أن يفهم, بأن للفقر أجنحة وجع سوداء, أبشع من أجنحة الغربان. أما آن له أن يعي, بأن خفافيش الفساد التي تمص دمنا وعرقنا, أشد قسوة من خفافيش الليل التي نلمحها في أفلام الرعب. أما آن لناخبنا الواعي, أن يستوعب حقيقة أن لون ضميرك لحظة اختيارك للمرشح الكذاب الكسول, سيكون كما لون حبر التصويت, اسودا يميل إلى الغامق.
انتهى موسم العرس الوطني. وها هي أعمدة الإنارة تخلع صور المرشحين, كما يخلع الخريف أوراق الشجر. ترانا هل وفقنا في اختيار مجلس أمة ناجح وقوي وأمين؟ أتمنى ذلك, حجم أمنياتي لهذا الوطن العظيم, بحجم مساحة السماء التي تتسع للنجوم والكواكب والمجرات.
ما أحوجنا إلى نواب لا يكونون كما الدجاج الداجن, لا يقوى على الطيران حتى بالرغم من امتلاكه أجنحه. ما نفع أجنحه لا تطير. هذا الوطن يحتاج إلى نواب يملكون أجنحة الضمير, وأجنحة الحق, كي يحلقوا, كما تحلق العصافير التي تبحث عن قمح الكرامة.

نيسان ـ نشر في 2016-09-25 الساعة 14:29


رأي: أكرم خلف عراق روائي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً