اتصل بنا
 

الأهميّة الاستراتيجيّة لمدينة الرّمادي العراقيّة

نيسان ـ وكالات ـ نشر في 2015-05-24 الساعة 11:28

x
نيسان ـ

الرمادي" هي مركز محافظة الأنبار ـ أكبر محافظات العراق ـ والتي تقع غرب البلاد..

وتكمن أهميتها من أهمية موقعها ورمزيتها ، فهي الرابط البري بين بغداد وحدودها مع الأردن وسوريا ، وهي مركز المحافظة وثاني أكبر أقضيتها بعد الفلوجة.

ولطالما قلل الأمريكيون ـ في السابق ـ من الأهمية العسكرية لمدينة الرمادي.. وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة مارتن دمبسي قد قال في إبريل الماضي: "أفضل ألا تسقط الرمادي، لكنها لن تكون نهاية الحملة ضد التنظيم إن سقطت" ، مشيرا إلى أن مصفاة بيجي النفطية شمال بغداد لها قيمة إستراتيجية أكبر.

لكن سقوطها غير هذا المنحى لدى الأمريكان وغيرهم..

ـ فأعتبرت وزارة الدفاع "البنتاجون" سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على الرمادي بمثابة "الانتكاسة".

ورأى الرئيس الامريكي باراك أوباما أن سقوط الرمادي "نكسة تكتيكية"، ورأته صحيفة "فينناشيال تايمز" أمر "أشبه بالكارثة".

ـ ورأى جيم فيليبس ـ من مجموعة هيريتاج فاونديشن للدراسات ـ أن سقوط الرمادي: "نكسة كبرى لإدارة أوباما وللحكومة العراقية".

وأعتبره أيضا "نذير شؤم للخطط العراقية والأمريكية لاستعادة الموصل"، كبرى مدن الشمال العراقي ، والتي تشكل استعادتها الهدف الأكبر للتحالف الإقليمي الدولى الذي تقوده الولايات المتحدة .

** وبسيطرته على الرمادي حقق تنظيم "الدولة الإسلامية" نصراً معنويا مهماً ، أكسبه زخما على زخم ، كما أثبت على الأرض تفوقاً قتالياً بالمدينة التي كانت محل صراع منذ الصيف الماضي.

** وتكمن أهمية السيطرة على الرمادى في النقاط التالية:

١ ـ السيطرة عليها (الرمادى) تتيح للتنظيم التحرك بحرية في كامل محافظة الأنبار.

٢ ـ وتكمن أهمية الأنبار في اتصالها بالبادية التدمرية ومناطق عمق التواجد لتنظيم الدولة في وسط وشرق سورية ، فهي تمثل له عمق استراتيجي في الأراضي التي تربط بين سوريا والعراق.. كما تعتبر مدينة مهمة بالنسبة للتجارة بين العراق والأردن وسوريا.

٣ ـ الأنبار هي خط الظهر وقاعدة الانطلاق نحو بغداد وكربلاء (تبعد الرمادي عن بغداد حوالي 108 كيلومتر) ، وهي مرتبطة بخطوط مواصلات سريعة مع العاصمة. وفي ذلك تقول ايلن ليبسون ـ رئيسة مجموعة ستيمسون للدراسات ـ إن "ما يثير أكبر قدر من القلق هو قرب الرمادي من بغداد وكون القوات العراقية عاجزة عن ضمان أمن المحاور" المؤدية إلى العاصمة.

وتقول زينب العصام ـ الخبيرة في مجموعة اي اتش اس للابحاث ـ إن "سقوط الرمادي والمحاولات التي يرجح أن يقوم بها التنظيم لشن هجمات نحو بغداد وكربلاء، كل ذلك

سيضعف مصداقية الحكومة العراقية المتدنية أساسا".

ويرى مايكل نايتس ـ من مجموعة واشنطن انستيتيوت للدراسات ـ أن قرب الرمادي من العاصمة العراقية يحتم في مطلق الأحوال على حكومة بغداد شن هجوم مضاد.

٤ ـ السيطرة على الرمادي هي الخطوة التي رد بها التنظيم على إخراجه من تكريت ، مركز محافظة صلاح الدين ، وبذلك صارت الرمادى ثاني مركز عاصمة محافظة يسيطر عليها "الدولة" بعد الموصل مركز محافظة نينوى وثاني أكبر مدينة في العراق من حيث عدد السكان بعد بغداد.. وبسيطرته على الرمادي أعاق التنظيم أي عملية عسكرية كان يعد لها لإستعادة الموصل.

٥ ـ ضربة معنوية تريد منها "الدولة" إعادة الثقة إلى مقاتليها كهدف تكتيكي ، وبالمقابل بث الرعب في صفوف القوات الحكومية وميليشيات الحشد الشعبي من خلال سياسة "الكر والفر" ، والتنظيم بهذلك يقلب الأوضاع العسكرية لصالحه بشكل كامل. يقول الجنرال الأمريكي المتقاعد جايمس ماركس: أن "الأمر المثير هو أن داعش لديه الزخم حاليا ، ويستطيعون اختيار المكان والزمان لبذل جهودهم بالتوسع".

٦ ـ تنشيط "الخلايا النائمة"، في بعض المناطق ، خاصة وأن الأنبار تقع ضمن المثلث السني العراقي وكانت المدينة نقطة رئيسية للمقاومة العراقية ضد للاحتلال الأمريكي.

وقد جاء هجوم "الدولة الإسلامية" على الرمادي من الشمال من منطقة "البوفراج" ، ومن الشرق من ناحية الفرات .. وأعتمد التنظيم على الهجمات الانتحارية للسيطرة على المدينة فنفذ نحو 27 عملية أتبعها بدخول مسلحيه من عدة محاور للسيطرة على المدينة.

صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية قالت افتتاحية لها تحت عنوان (مخاطر المكاسب التي حققها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا) : إن سقوط مدينة الرمادي العراقية ومدينة تدمر الأثرية السورية بيد التنظيم جاء بعد مرور أسابيع قليلة على خروج عناصر التنظيم من مدينة تكريت، وسط العراق.

وأوضحت الصحيفة أن الرمادي هي عاصمة محافظة الأنبار التي تمتد على طول الحدود الغربية مع الاردن وسوريا، مشيرة إلى أنه يمكن لعناصر التنظيم الوصول إلى بغداد عبر الأنبار .
وقالت الصحيفة أن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من 40 مليار دولار امريكي على تدريب الجيش العراقي بعدما فككت الجيش الذي أسسه الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
ورأت الصحيفة أنه بعد سقوط الرمادي وسيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" على الكثير من الاراضي في سوريا، فإنه سيكون من الصعب، إقناع القبائل السنية بأن الأمر أكثر من مجرد كلام، إذ أن المئات منهم تعرض للقتل بسبب دفاعهم عن التنظيم.

نيسان ـ وكالات ـ نشر في 2015-05-24 الساعة 11:28

الكلمات الأكثر بحثاً