اتصل بنا
 

(حكومة الفضايح) ..ما الرسالة من (نبش) الدفاتر القديمة؟

نيسان ـ نشر في 2016-09-29 الساعة 19:25

x
نيسان ـ

كتب إبراهيم قبيلات... بعد ساعات قليلة من تشكيل حكومة الملقي الثانية، اكتشف الرئيس أن "عضوا" وزاريا ملاحق بسجل جرمي؛ ما دفع بالرئيس إلى استدعائه والتخلص من حمولة رأها ثقيلة.
منذ تأدية الحكومة القسم الدستوري ظهيرة الأمس، انهمك ناشطو "الفيسبك" ببلورة رأي عام رافض لبقاء الوزير في مكانه، فراحوا يقذفون سنوات سجن الوزير الخمس في وجه الحكومة، سيما وأن أبجديات الوظيفة الحكومية تتطلب عدم محكومية وحسن سيرة وسلوك، فلم تمضِ ساعات إلا والوزير بلا وزارة.
مشهد "الوزير المحكوم" يكفي لمعرفة كيفية تعيين أعضاء الفريق الحكومي، وأن كل ما يسبق الإعلان ليس أكثر من ترتيب أوراق شكلية فقط، وإلا ما مبرر دخول الرجل الحكومة وتأدية القسم بحضرة صاحب الجلالة، الملك عبد الله الثاني، ثم يخبر مواطنون مؤسسات الدولة بأن لديها وزيراً ذا أسبقيات، ولا مجال أمامها إلا بالتخلص منه.
قبل حادثة التعيين لم يكن يعرف بحادثة الوزير إلا العشرات من الأقارب والجيران وأبناء العمومة، سيما وأنها حدثت قبل أزيد من عقدين، لكن اليوم أصبح الجميع على علم بتفاصيل الحادثة، التي لم تحرم الرجل من الحقيبة فقط، بل إنها كانت سبباً في اغتيال شخصيته.
صحيح أنه كان على الرجل مكاشفة الحكومة بالحادثة، كي لا يضعها في مأزق أمام النواب والمجتمع، لكن من قال أن خروجه بهذه الصورة يحصّن الحكومة بعد أن ظهرت مرتبكة وبانت سوءات إدراتها.
القصة غدت جزءاً من الماضي، ولا مبرر لمحاكمة الرجل شعبياً والتنكيل به.
اليوم، لا طوق نجاة يحمينا من التخبط في تشكيل الحكومات إلا باعتماد آليات نبتعد فيها عن "الألو" و"المونة" لتعيين المعارف والأصدقاء، لصالح آليات فنية متقنة، ونحن هنا لا نتحدث عن الحكومات البرلمانية، فهذه قصة مختلفة، ولا نجرؤ اليوم على الحلم بها، طالما أن آلية تشكيل الحكومات حتى الان هي "آليات عرفية".
بالمقابل، نحن أمام مفارقة كبيرة في قوة وأثر "السوشال ميديا"، فأمس كانت تأجج الفتنة، وتذكيها بين الناس، واليوم هاهي تطيح بوزير، بعد ساعات قليلة من تعيينه، وسط حالة من السخط الشعبي على آلية تشكيل حكومة الملقي الثانية.
في الحقيقة لم تكن حادثة الوزير الطرفة اليتيمة في تشكيل الحكومة، فهناك حقائب جديدة دخلت على المشهد الحكومي سواء في الخارجية أو في الاقتصاد، وكلّف الملقي أكثر من وزير في إدارتها، وهو ما أطلق عليه النخب بـ"العبث".
على أية حال، هل لنا أن نتخيل المشهد التالي:
الرجل الوزير في بيته مستقبلاً التهاني والتبريكات وسط فرحة أسرية ترى في الحقيبة وجاهة مجتمعية لا تحتمل التأخير، ثم يأتي قرار رسمي جديد مضمونه "بطلنا" نعينك.

نيسان ـ نشر في 2016-09-29 الساعة 19:25

الكلمات الأكثر بحثاً