اتصل بنا
 

اي العواصم بعد حلب

شاعر وكاتب سوري

نيسان ـ نشر في 2016-10-01 الساعة 14:11

الروس والإيرانيون يسعون للاستيلاء على حلب لفرض الاستسلام على المعارضة السورية، لكن السوريين يعتقدون أنهم يمكنهم وقف تقدم المرتزقة الأجانب بالمزيد من المقاومة والتضحيات. لم يحقق أي طرف نصراً حاسماً في الحرب السورية، والتحولات الجديدة في المنطقة تؤثر على الثورة السورية والإقليم بأسره. الإيرانيون وحزب الله يعلنون عن خططهم بعد نصرهم في سوريا، ونصرالله يعد بالثأر للحسين.
نيسان ـ

يعتقد الروس والإيرانيون أنهم باستيلائهم على حلب، إن حصل، فإنهم سيتمكنون من قلب المعادلة، وفرض الاستسلام على المعارضة السورية والشعب السوري الذي خرج بثورة دفع ثمنها ما لم يدفعه شعب في التاريخ.

ويرى السوريون أنهم بالمزيد من المقاومة وتقديم التضحيات سيوقفون تقدم المرتزقة الأجانب الذين جلبتهم إيران وروسيا والأسد إلى معركة حلب.

بينما يشعر بعض العرب المؤيدين للثورة السورية، بأن خسارة حلب أمر مشابه لخسارة مناطق أخرى، وأن الحرب كر وفر.

لكن حسابات الجميع لم تكن دقيقة ولا مرة واحدة من قبل. فالنظام الدموي لم يحرز النصر رغم تفوقه العسكري ورغم دعم حلفائه له المتواصل على مدى ست سنين موشكة. ولم تحقق قوافل الشهداء والفصائل المتعددة في المعارضة السورية أي نصر حاسم أو على الأقل لم تتمكن من حماية المناطق الي تسيطر عليها، ورغم قدرة المهربين على تهريب مئات الآلاف من السوريين عبر الحدود، فإنهم يظهرون العجز عن تهريب سلاح كفيل بردع الطيران المجرم، مع أن السوق السوداء للسلاح مفتوحة لمن هب ودب وتبيع حتى اليورانيوم وليس فقط صواريخ مضادة للطيران.

ويتعامل الجميع مع المعركة على أنها ستمر كغيرها. لكن المتغير الجديد في المعادلة، هو أن الحليف التاريخي لدول الخليج العربي وتركيا الداعمة للثورة السورية، قد ذهب بعيداً في تحولاته. وبإلغاء فيتو أوباما حول قانون محاسبة الدول الراعية للإرهاب الذي يقصد منه النيل من السعودية، إنما يبدأ عهد جديد لن يؤثر فقط على الثورة السورية بل على الإقليم بأسره إن لم يملك القدرة على المبادرة واستباق الزمن بخطوات جادة.

لم يكتم الإيرانيون ولا زعيم ميليشيا حزب الله حسن نصرالله موقفهم. ولم يتحفطوا على الخطوات التالية التي سيتخذونها بعد نصرهم المنشود في سوريا. فعلى الرغم من عدد توابيت القتلى الذي يتصاعد يومياً وهو يصل إلى الضاحية الجنوبية في بيروت، إلا أن نصرالله بدأ يعلن أن ما سيتحقق بالدعم الجوي الروسي فوق سماء حلب، هو نفسه ما وعد به أنصاره في حرب تموز2006. بل إنه بدأ يعد العدة للثأر للحسين من مجاوري قبر النبي. حين قال لأنصاره “وحق الحسين بعد حلب لنقتحمن عليهم مكة ومدينة الكفر. ولننبشن قبر الطاغوتين ابي بكر وعمر”.

ترافقت تصريحات نصرالله تلك مع تصريحات لأحد أسياده في طهران وهو محمد جعفر أسدي مساعد دائرة التفتيش بالحرس الثوري وقائد القوات البرية السابق في الحرس الى اعلان حملة اسلامية “نقول فيها للمسلمين بان مدينتيّ مكة والمدينة هي ملك لجميع المسلمين… ويجب ألا تكون بيد من يخدم اليهود وغير المسلمين”. في الوقت الذي ما يزال فيه هتاف “الموت لآل سعود” يتردد في شوارع بيروت اللبنانية العربية.

لكن ماذا لو انتصر المحور الإيراني الروسي في هذه الحرب؟ ما الذي سيحدث؟ وهل تملك عواصم المنطقة خيارات أخرى غير إعلان الراية البيضاء التي لن يقبل بها الإيرانيون ولا حزب الله ولا الحوثيون والأسد والحشد الشعبي حينها؟. وهنا يفتح باب السؤال: من سيحصد ثمار النصر في حلب ومن ثم في سوريا من بين أولئك المتحالفين مع الأسد شكلاً، والمدافعين عن مصالحهم ضمناً؟

ويبقى هذا السؤال أهون من نظيره: من سيقتسم الهزيمة من جانب القوى التي تواجه إيران؟ ومن سيجرؤ على إعلان تبرئه منها؟ وهل العرب جاهزون للعيش في مرحلة هزيمة قادمة لا تبقي ولا تذر؟ في الوقت الذي يطرحون فيه رؤاهم حول خطط مستقبلية اقتصادية وتنموية؟ الحسم السياسي والعسكري ضرورة كخيار التمدين. ولا مهرب من مواجهة الخطر القادم من الشرق وقد بات في الشمال والجنوب من الجزيرة العربية.

نيسان ـ نشر في 2016-10-01 الساعة 14:11


رأي: ابراهيم الجبين شاعر وكاتب سوري

الكلمات الأكثر بحثاً