من أوقع بالمشايخ ؟
د. عطا الله الحجايا
كاتب وأكاديمي أردني
نيسان ـ نشر في 2016-10-03 الساعة 11:19
علماء الشريعة يدافعون عن وزارة التربية في قضية تطوير المناهج، ويتحدثون عن عدم خروج المناهج عن الإسلام وعدم حذف النصوص الدينية، ولكنهم يخطئون في استخدام المبررات نفسها التي استخدمتها الوزارة، ويستخدمون سلاح الفتوى بالإثم في وجه معارضيهم.
في قضية تطوير المناهج أصبح علماء الشريعة - الذين يكن لهم الناس احتراما وتقديرا -أكثر الأطراف تضررا ، حيث أصبحوا يدلون بشهاداتهم ليل نهار دفاعا عن الوزارة ، إذ إن جلّ هؤلاء كانت الوزارة قد جاءت بهم أعضاء في لجان الإشراف على المناهج ، فأرادوا تحت إلحاح الوزارة ردّ الجميل فوقعوا في المحظور ، حيث بداّ هؤلاء يدلون بشهاداتهم في اتجاهين :
الاول: تأكيدهم بأن المناهج لا تخرج عن الاسلام ، وهم كلام لا نختلف عليه إذ لم يقل أحد أن المناهج مخالفة للدين ،فمنحوا الوزارة صكّ غفران لم يطلبه أحد منهم.
والثاني : إصرارهم على أن المناهج لم "تعشّب " ولم تحذف منها نصوص دينية أو نصوص تنمي القيم والاتجاهات .
الواقع أن هؤلاء العلماء قد أخطأوا مرتين ؛ الأولى عندما تطوعوا للحديث والظهور السريع على شاشة التلفزيون مدافعين عن الوزارة وكتبها مستخدمين المبررات ذاتها التي استخدمتها الوزارة ، لابل دافعوا عن التعديلات وكأنهم قد أحاطوا بها كاملة ، وهم الذين لم يطّلعوا إلا على كتب التربية الإسلامية ، تلك التي وضعوا فيها أن النبي محمد عليه السلام من أبناء يعقوب ، وأفتوا لنا أن طلبتنا في الصف الثالث لا يفقهون معنى كلمة "غزوة " وهم يشاهدون أفلام الكرتون" التي تتحدث بصورة مستمرة عن الغزاة وغزو الفضاء وغيرها "ارحموا عقولنا" ، علما بأن كتب التربية الإسلامية ليس فيها سوى اثني عشر موضعا جرى عليها تغيير لا يشكل فارقا مهما ، وعلى من أفتى بجواز حذف الحجاب من هذه الكتب أن يحمل وزر ما أفتى به.
والثاني : عندما أشهروا سلاح الفتوى بالإثم في وجه معارضيهم في قضية رأي لامجال للفتوى فيها ، وإلا:
- فليجبنا علماؤنا الأجلاء عن "حكم اتهام الناس والمجتمع بانه يحمل أجندات خارجية !
- وليفتنا علماؤنا بحكم من ادّعى أن القرآن والحديث الشريف ينميان الفكر المتطرف والإرهاب !
- وليفتنا علماؤنا بمن حمّل مناهج الأردن مسؤولية تخريج إرهابيين !
- وليفتنا علماؤنا ماحكم من يرى أن نصوص القرآن تغذي الإرهاب والتطرف و لا تصلح للتعلّم " أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ "
- وليفتنا علماؤنا بمن يدلس ويكذب ويقامر بمستقبل جيل كامل مندفعا تحت شعارات وأوهام هو أول الذين يعلمون كذبها واستحالتها.
والثالث : عندما دافعوا عن التغيير في مناهج اللغة العربية دون الاطلاع عليها متبنين لموقف الوزارة دون تمحيص أو تدقيق ، فإذا كان المعنيون بكتب اللغة العربية قد رفضوا الدفاع عن تعديلات جرت دون علمهم ، فلم يتنطع لها المشايخ ...(قتل الخراصون)
نيسان ـ نشر في 2016-10-03 الساعة 11:19
رأي: د. عطا الله الحجايا كاتب وأكاديمي أردني