هل يتخلص (القصر) من حمولته الزائدة؟
نيسان ـ نشر في 2016-10-04 الساعة 15:04
كتب إبراهيم قبيلات.. منذ تعرّض الأردن إلى الهجوم الإرهابي في حزيران/ يونيو الفائت، وخسرنا خمسة عناصر أمنية، كانت العيون تترقب سلسلة من التغييرات و"التكتيكات"؛ تعيد الطمأنينة إلى قلوب الأردنيين.
ما أن صدرت الإرادة الملكية السامية بتعيين اللواء الركن، محمود فريحات رئيساً لهيئة الأركان المشتركة؛ خلفاً لمشعل الزبن الذي انتقل مستشاراً في بلاط الملك، عبد الله الثاني، بعد نحو خمسة عقود من الخدمة العسكرية، حتى ضجّت المواقع الإلكترونية بأخبار تغييرات أمنية عديدة، لا بل إن بعضها سقط في فخ الأسماء أيضاً.
مشهد التغييرات في وضعها الحالي بعث برسائل كثيرة إلى العاملين والمتقاعدين في المؤسسة العسكرية، على السواء، إذ عبّر متقاعدون عسكريون عن فرحتهم بتعيين فريحات رئيساً لهيئة الأركان، وعادوا معه إلى أيام المناورات وأدواتها، لكن السياسيين لا يُسقطون التطورات الأخيرة في الساحة السورية من حساباتهم.
على أية حال، لا تزال ألسنة النخب من المراقبين تحمل أسماء أخرى، في سياق إعادة ترتيب الأوراق الأمنية الأردنية، وضخّ أسماء جديدة، تتصدّى لكل ما يكتنف البلاد من هواجس وتحديات، وتقارع الإرهاب بهدف اجتثاثه، سيما وأن المنطقة لم تهدأ منذ سنوات، من دون أن ينعكس ذلك على الأمني الأردني الذي واصل حماية حدوده بكل بسالة وتفانٍ.
بالنسبة إلى الشارع فإنه متعطّش للتغير؛ متعطش لاستبدال الوجوه القديمة بأخرى منتجة، متعطش لتفعيل دوره كشريك حقيقي معني بتعزيز الحالة السلمية في المجتمع وتثبيت ركائزها، وبما يقود إلى حالة من التطوّر في حياتهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
لكن التغيير لم يقترب حتى اللحظة من إعلام القصر الملكي وأدواته، رغم إخفاقاته المتتالية في الوصول إلى الناس في قراهم ومدنهم ومخيماتهم، وبالتالي عجزه عن التأثير فيهم، أو بلورة قناعاتهم، مكتفياً بتطويع الإعلام الرسمي وبعضاً من المواقع الإلكترونية باعتبارها روافع إعلامية، ولا تزال تحتفظ بقدرتها على تشكيل رأي عام.
صحيح أن هناك بعض الشباب الكفاءات انخرطوا في أعلام القصر الملكي عبر بوابة "السوشال ميديا"، ونجحوا في تكثيف نشاطهم الإلكتروني والترويج لمحطات محددة، لكن نشاطهم لم يصل بعد حد الاشتباك الإيجابي مع الناس وقضاياهم، بل كلما اشتدّت الحاجة لتقديم إجابات شافية غاص الناشطون الرسميون في الفضاء الإلكتروني تاركين أسئلة الناس بلا إجابات.
من يخبر هؤلاء ومدراءهم أن الأردنيين ملّوا أدواتهم وسياقاتهم الركيكة؟ نريد أن يكون إعلام الديوان مرآة لنبض الناس وعارفاً بتفاصيل المجتمع، نريد إعلاماً وطنياً قريباً حدّ الروح للجسد، نريد إعلاماً عميقاً برؤيته وموضوعيته، لا بصوْغ عبارات التمجيد والتقريظ فقط.


