اتصل بنا
 

ذيبان..مدير مستشفى حكومي يخرج عن صمته لحماية العمال

نيسان ـ نشر في 2016-10-10 الساعة 12:17

ذيبان.. مدير مستشفى حكومي يخرج عن
نيسان ـ

كتب إبراهيم قبيلات..انحاز مدير مستشفى الأميرة سلمى في لواء ذيبان د. خليل الرواحنة للعمال بعد أن استفردت بهم إدارة شركة الخدمات وامتنعت عن تسليمهم رواتبهم لشهرين، وتعسفت في إيقاع العقوبات على كل من طالب بحقه، في مشهد يعكس حالة تفشي الظلم وغياب العدالة بين العمال لا سيما في المحافظات والقرى البعيدة عن مركز العاصمة، عمان.
الرواحنة وعلى شاشة التلفزيون الرسمي لم يتردد عن قول الحقيقة، حقيقة كانت في طريقها إلى الغياب بعد أن نفى مدير شركة روابي الدلتا، ناصر غنام صرخات أحد العمال التي كشفت حجم الظلم الواقع على العمال، إذ لا رواتب في جيوبهم ولا إمكانية لقول لأ، ومن يجرؤ على قولها يكون بمواجهة مصير صعب، فالنقل إلى الرويشد بالمرصاد.
لم يكن الرواحنة على موعد مسبق بالحلقة، إذ دان الزميل الإعلامي مأمون الفشيكات غياب الرد الرسمي من وزارة الصحة على الحادثة، بعد أن اعتذر مدير إدارة الخدمات في وزارة الصحة، ماجد النسور رغم الترتيب معه مسبقاً؛ ما حدا بفريق الإعداد الترتيب وعلى وجه السرعة مع مدير المستشفى الدكتور خليل الرواحنة الذي بدد ادعاءات مدير الشركة ناصر غنام بتسليم المستحقات المالية للموظفين لشهري تموز وآب، فضلاً عن تأكيد الرواحنة تهديد العمال بأرزاقهم و التنكيل بهم ونقلهم إلى محافظات بعيدة إذ ما اشتكى أحدهم على تأخير الرواتب.
لعل احتماء الموظف باسم غير اسمه "محمد سليمان"، على الشاشة الرسمية اثناء بث شكواه وتظلمه، يضع الجميع بصورة القسوة الممارسة، إذ لا سبيل أمام العامل لإيصال شكواه من دون فواتير كبيرة إلا بـ"التنكر"، وهو ما يعني أيضاً أن النقل التعسفي الذي تمارسه إدارة الشركة يأتي في سياق "بلطجي" يرفضه العمال وإدارة المستشفى على السواء، ويتمسكون بحقوقهم بشكل حضاري، ومن دون تعطيل لسير العمل، فلم يمتنع أحد منهم عن القيام بواجبه طيلة ستين يومياً، مكتفين بمظاهر احتجاجية حضارية تعكس روحاً وطنية ووعياً عمالياً لا تهزه حناجر المسؤولين.
صحيح أن مشهد البطش بعمال ذيبان يؤشر إلى ذهنية رأس المال الجشع وكيفية تعاطيها مع العمال كسخرة لا منتجين وأصحاب حقوق، لكنه في الآن ذاته يضع حداً لحالة الصمت التي رافقت المسيرة العمالية لعقود خلت، ولعل الفضل في هذه الثقافة الجديدة يعود لنضالات عمال المياومة وخيمة اعتصام المعطلين عن العمل اللتين أسستا لثافة مطلبية عمالية ، ما لبثت ان انتشرت بين شريحة العمال، فتشكلت مع الأيام قناعات عمالية راسخة ترفض الخنوع والإذلال وتضرب مثالاً في المواطنة الحقة.
أن يصم مدير شركة الخدمات أذنيه عن كل القرائن والأدلة التي ساقها الموظف ومدير المستشفى، ويواصل إنكاره في اللقاء التلفزيوني المباشر يعني أن على الدولة حماية مواطنيها من أنياب الشركات الشرهة، وتقديم كل ما يلزم لتعزيز حالة الطمأنينة بين العمال، ليواصلوا القيام بمهامهم بدلاً من انفاق وقتهم في التفكير برغيف الخبز.

نيسان ـ نشر في 2016-10-10 الساعة 12:17

الكلمات الأكثر بحثاً