السعودية تتلقى أربع ضربات موجعات
نيسان ـ نشر في 2016-10-11 الساعة 09:08
كتب إبراهيم قبيلات..تلقت المملكة العربية السعودية أربع ضربات موجعة على الرأس، خلال الاسبوع الأخير، واحدة منها تكفي لإحداث حالة من الارتباك في المشهد السعودي، لكنها تواصل حملها الثقيل.
باعتبار صفعة "جاستا"، (قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب الذي أقره الكونغرس الأميركي قبل أيام)، محطة جديدة في العلاقات السعودية- الأمريكية، فكان لا بد من "تكتيك" سريع ترد به السعودية على أمريكيا، في سياق بحثها عن مخرج لمأزق جديد، فأبرمت اتفاقاً مع الصين، تتم بموجبه التعاملات التجارية بين البلدين بـ"اليوان" الصيني و"الريال" السعودي؛ لاستبعاد الدولار.
أما الضربة الثانية فكانت مصرية، ويبدو أنها أصابت خاصرة السعودية المنهكة في حرب اليمن، إذ التحقت "قاهرة السيسي" كليا مع أعداء السعودية، فظهر واضحا أن وشوشات المندوبَين؛ المصري والسوري في مجلس الأمن تحمل رسائل مشفرة للسعودية التي أوقفت إمداد مصر بالمواد النفطية مطلع تشرين أول /أكتوبر الحالي.
صحيح أن السعودية وجدت نفسها على رأس الشجرة، ووتشبث بأوراقها خشية السقوط، في الملف اليمني، لكنها أكلت كفاً على خدها الأيمن بعد أن تم قصف قاعة العزاء في العاصمة اليمنية صنعاء، وراح ضحيتها نحو 140 قتيلا وأكثر من 500 جريح، ما أعطى الحوثيين ضوءا أخضر للقيام بأعمال مضادة، بعد أن ظهرت السعودية متهمة بأنها مجرمة حرب أمام المجتمع الدولي.
"مجتمع دولي" لم يتوانَ عن توجيه صفعة سريعة لخد السعودية الأيسر، إذ قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن قصف مجلس العزاء في صنعاء انتهاك صارخ للقانون الإنساني والدولي، مطالبا بتشكيل فريق تحقيق دولي لمحاسبة المسؤولين عن تلك المجزرة.
أردنياً، يعوّل الساسة الأردنيون على حرف بوصلة السعودية (إجبارياً) إلى الأردن بعد أن خلت الساحة أمام الدبلوماسية الأردنية من ضرتها المصرية، فضلاً عن تراخي الحلفاء الخليجيين عن دعم السعودية.
على أية حال، على الرسمي الأردني أن يكون مستعداً خلال الأيام القادمة لاستقبال اتصالات سعودية والعمل على ترجمتها اقتصادياً.
السعودية التي تحرص على تقديم نفسها كأخ أكبر بين الدول العربية في مواجهة المد الشيعي في المنطة، وجدت نفسها اليوم في أكثر من مواجهة مفتوحة، إذ لا يخفى على أحد استهدافها المبرمج؛ بهدف النيل من مكانتها، في إطار مشروع فكفكة وإعادة تشكيل المنطقة، ضمن خارطة مصالح دولية جديدة.


