مؤتمر (لوزان)..الدب الروسي يعيد أطراف النزاع في سوريا إلى الحوار

نيسان ـ

يلتقي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف في سويسرا يوم السبت لبحث الأزمة السورية، في الوقت الذي تشتد فيه حملة قصف مدمرة على مدينة حلب.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن كيري ولافروف سيجتمعان في مدينة لوزان السويسرية لدراسة اتخاذ خطوات باتجاه تسوية الصراع, ويتوقع أن يشارك في الاجتماع وزراء خارجية تركيا وقطر والسعودية وإيران.

بالنسبة للسياسيين فإن استئناف الحوار رغم الهجوم يدل على قلة الخيارات المتاحة أمام البلدان الغربية بشأن الصراع السوري، فهي تخشى من زيادة إمدادات الأسلحة لمقاتلي المعارضة لينتهي بها المطاف في أيدي الجماعات المتشددة.

"سيمنح اللقاء جميع الفرقاء فرصة أخيرة لحل الملف السوري" يقو ل الدكتور أحمد سعيد نوفل أستاذ العلوم السياسية, مرجحا تراجع الولايات المتحدة الامريكية قليلا عن مواقفها السابقة لصالح روسيا، بالتالي ستجد المعارضة السورية بأنها فقدت اكبر حليف لها.

وأشار نوفل في اتصال هاتفي لـ"صحيفة نيسان" الى أن اللاعبين الكبار في الازمة السورية اصبحوا يميلون لصالح النظام في سوريا، ولصالح روسيا, وليس لصالح المعارضة التي استغلتها الادارة الامريكية طيلة السنوات السابقة دون ان تقدم لها حلا فعليا وجازما.

ويعتبر نوفل أن الرئيس الامريكي لم يستطع ايجاد حل جذري للأزمة السورية طيلة السنوات السابقة؛ لذا من الصعب ان يتخذ الآن مواقف مختلفة وهو لم يبق له الا اشهر قليلة، والان يسلم اوراقه لمن سيأتي بعده الى البيت الابيض.

بالمقابل روسيا -التي تريد توظيف مرحلة الانتخابات الامريكية والتي نجحت بجعل تركيا تتراجع عن دعمها للمعارضة السورية من اجل تحسين علاقاتها مع روسيا، وانشاء قاعدة عسكرية دائمة لها في طرطوس- اجبرت الادراة الامريكية بالعودة لطاولة المفاوضات والضغط على جميع القوى.

في حين قلل أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية الدكتور جمال الشلبي من احتمالية تقديم الادارة الامريكية تنازلات كبيرة في الملف السوري بحال الوصول الى حل خلال مؤتمر لوزان المنوي عقدة بعد غد السبت, مؤكداً بأن جميع أطراف النزاع السوري باتت تدرك استحالة الحل العسكري في سوريا وبأنه لا حل الا عن طريق العملية السياسية .

وقال الشلبي لــ صحيفة نيسان: هناك عامل يبعث للتفاؤل بنجاح لقاء كيري ولافروف للوصول الى حل قد ينهي الصراع السوري، وهو ان السعودية خذلت من الادارة الامريكية عبر قانون "جاستا" الذي يعاقبها وهي اقرب الحلفاء لها, فالتباعد السعودي التركي من اميركا، يقابله تقارب تركي روسي، قد يدفع قدما نحو ايجاد هوامش مشتركة للوصول الى حل سلمي في الملف السوري" .
وأضاف بأنه يعتقد ان مشاركة بوتين في قمة الطاقة في تركيا قبل ايام وتوقيع اتفاقيات معها بدأت تعطي مفعولها, بمعنى اخر ان تركيا اعطت اشارات واضحة وصريحة بأنها مستعدة في مجاراة الدب الروسي من اجل ايجاد حل للازمة السورية.