(التربية) تنجح في شيطنة الطلاب وذويهم
نيسان ـ نشر في 2016-10-13 الساعة 21:06
كتب إبراهيم قبيلات...ما أن يخرج وزير التربية والتعليم، د. محمد ذنيبات من ورطة حتى يدخل في أخرى، بل إن السياسيين باتوا يغمزون من قناته باعتباره إحدى "بؤر التأزيم"، التي تزيد من تعقيدات المشهد الحكومي في هذه المرحلة الحساسة من عمر الحكومة الساعية لثقة مجلس النواب.
الخبثاء من السياسيين يقولون إن الرجل نجح لسنوات طويلة في تجميل وجه الحكومات عبر بوابة الثانوية العامة، ثم قررت أن "تكافئه" على طريقتها.
سلسة من الخطوات الاستفزازية قامت بها وزارة التربية والتعليم، مؤخراً، انتهت إلى دفع الطلاب وذويهم ومعلميهم إلى "مزاد" الاحتجاجات اليومية، وصلت حد المطالبة بإقالة الوزير، بعد اتهامه بالعبث في محور العملية التعليمية.
بالنسبة لأولياء الأمور فإن اعتماد الساعة الثامنة والنصف لبدء الدوام، وإضافة خمس دقائق على الحصة المدرسية، وإزالة الفاصل الزمني بين الدروس بعد الحصة الثالثة، يعني إجهاد أبنائهم أكثر من اللزوم، والدفع بهم خارج أسوار المدرسة.
يدرك الوزير أن الحصة الدراسية الثامنة تنتهي في عشرات المدارس المهنية في الثالثة عصراً، ويدرك أيضاً أن باقي المدارس تلتزم بتدريس الحصة السابعة التي تنتهي وفق البرنامج الجديد في الثانية والربع، ذلك يعني أن الأمهات المدرسات لن يجدن وقتاً لا للراحة ولا لتدريس أبنائهن.
من قال أن طالبا ينفق خارج بيته ما معدله 8 ساعات يومياً سيجد وقتاً للدراسة أو بالحد الأدنى للانتباه للمدرس خاصة في آخر ثلاث حصص؟.
ظننا أن الوزير سيفاجئ الأردنيين بحلول قابلة للتطبيق لقضايا التسرب المدرسي، وكذلك فشل نحو 80 ألف طالب في الثانوية العامة "التوجيهي" سنوياً، لكن ماذا فعل الرجل؟.
ما فعله الوزير أنه أنجز كل ما يلزم لشيطنة الطلاب، والزج بهم كأدوات احتجاجية سهلة، ترفع يافطات كتبها غيرهم، ويسعون بكل جد لكل ما يطلب منهم، على حساب دراستهم ومعرفتهم، ثم سيقترح على الوزير بعض "الدهاة" بعقد مؤتمر صحافي يتلو به الوزير آيات من كتاب الله الحكيم ويذكرنا بالنار والجنة.
المهم في كل ذلك أن الوزارة اتخذت قرارها أثناء الدوام المدرسي، ما يعني أنه غير مدروس، إذ جرت العادة أن تتخذ الوزارة القرارت الفنية والإدارية لضبط العملية التعليمية أثناء العطلة، ثم يأتي الطلاب ومعلموهم مهيأين لتطبيقه ما أن تقرع الإدارة جرس الحصة الأولى، لكننا اليوم إزاء مشهد مختلف، صيغت بنوده واشتراطاته على عجل؛ ما يبقي الباب فاتحاً على خيارات الرسمي واجتهاداته في تقزيم كل كبير.


