السرحان.. ( كاسبين الاوله وفعلهم دايم جزيل).

ان كان للصحراء شامات ، فشامة وجه الصحراء راعيين البويضا ، وقلايد الخيل ، وخيال البويضا عذوي ، انها عزاوي السرحان عند الصريخ ، " فلا هان من سرحان جد له " ، " فسلامي لاهل الطيب واهل الحشيمة اللي مجالسهم للاجواد مذهال " .
في هذه الديرة التي تعبق بالفرسان ، وتفوح بالكرم ، فالنسب الشريف يمتد لطي وينهل من حاتم ، ويغوص ليشرب من جذور قحطان معين العرب العذب الموارد :
" يا مرحبا ترحيبة تسبق الكيف للضيف والطرقي وكل القرابه
نسوقها في قاف من دون تزييف اهلا هلا بعداد وابل السحابه
في ديرة تحتار فيها التواصيف الطيب والشيمه وزود الرحابه
تاريخهم بالجوف ما هو سواليف فيما مضى واليوم كل يهابه " .
في هذه الديرة ولد عودة عويد السرحان ، قائدا وفارسا وكريما بالفطرة :
" خلقت من الحديد اشد قلبا وقد بلي الحديد وما بليتُ
وفي الحرب العوان ولدت طفلا وفي لبن المعامع قد سقيتُ " .
ولد فارسنا عام 1926 وانتسب للجيش عام 1944 ، ومنذ عام 1948 الى ان ترجل من صهوة الالوية عام 1972 ، لم يغمد سيفه ، ولم تنفذ ذخيرة سلاحه ، ولم يتآكل زهاب ذكرياته , قاد العديد من الفصائل والسرايا ، وقاد من الكتائب ، كتيبة حمزة بن عبد المطلب ، وكتيبة عبد الله بن رواحة ، وقاد من الالوية ثلاث ، لواء القادسية , ولواء حطين ، واللواء الهاشمي ، وخاض العديد من المعارك ، في اللطرون وباب الواد ، وادي فوكين وحسان وبيت عوا والسكة والخضر والمغطس وسويمة .
" تسيلُ عل حد الظبات نفوسنا وليست على غير الظبات تسيل " .
" وكنت امرأً اسمو اذا الحرب شمرت وقامت على ساق بغير مُليم " .
كان الفقيد دائم الزيارة للجيش ، كأن روحه وقلبه معلقان على سواري اعلام الجيش ، وكان يزورني باستمرار حينما كنت ركن1 ضباط بقيادة المنطقة الشرقية ، وكان يسهب بامتاع في حديثه عن الجيش ومعارك فلسطين ، كان يصف الارض بحميمة وشغف ، كا يصف لي القدس وقراها وجبالها ، ويصف الخليل وبلداتها وسواقيها ، وكأنه يرسم طاولة رملية يضعك من خلالها في عمق المكان ، وكأنه يدحو الارض دحواً من خبرته بها وحبه الشغوف لها ،:
" دعاهمو الوطن الغالي فما بخلوا وابخل الناس من يُدعى ولم يُجب " .
اليكم يا شامات الجيش ، يا ليوث الوطن وعزوته ، يا سراحين الوغى ، اطيب العزاء ، وان كنا نعزي انفسنا ونعزي الجيش ونعزي الوطن بفقيد الوطن .
" يطول مع الرمح الرديني قامةً ويقصر عنه باع كل نجادِ " .