اتصل بنا
 

اكتشاف جديد للمسؤولين

كاتب وصحافي أردني

نيسان ـ نشر في 2016-10-17 الساعة 11:44

المقال يتحدث عن اتهام المسؤولين للمواطن الأردني بعدم قبول الرأي الآخر واتهامه بالتطرف وسوء التصرف، وكيف تم استغلال هذه الحقائق لتمرير إجراءات حكومية غير شعبية. كما يتحدث عن عدم وجود ثقافة الاختلاف في المجتمع الأردني وكيف تم استخدام هذا الأمر كوسيلة للتبريرات والإجراءات غير المقبولة. ويشير المقال إلى أن الإعلام الرسمي والموالي يلعب دورًا كبيرًا في دعم المسؤولين وتمرير رؤيتهم، بينما يتم إغلاق الأبواب في وجه الإعلام الباحث عن الحياد.
نيسان ـ

فجأة وبدون سابق انذار وبلا مقدمات اكتشف المسؤولون ان المواطن الاردني ليس ديمقراطيا؛ فهو لا يقبل الرأي والرأي الآخر! بل اقتربوا من اتهامه بالتطرف وسوء التصرف والغضب بسبب وبدون سبب!

المسؤولون الذي اعتلوا الفضائيات ومحطات الاذاعة والمواقع الالكترونية باتوا بتحدثون عن حرية التعبير المسؤولة، فتحول بعضهم الى وعاظ وبعضهم الآخر الى نساك، فيما تمسك اغلبهم بأهمية الحوار المسؤول، ولكنهم اقفلوا عن عمد باب النقاش ليكون الحوار من طرف واحد: مسؤول يحاور مسؤولًا آخر يشاركه الرأي!! أما المذيع فقد كان محرضا على المعارضين!

الاتهام الذي تزامن مع الجدل الواسع الذي صاحب قضية المناهج، واتفاقية الغاز وغيرها من القضايا الحساسة، توافق بشكل واسع وشاسع مع احداث كبيرة وخطيرة تدور في المنطقة.

وبالقدر الذي كان فيه هذا الرأي صائبا، ويعبر عن حقيقة المجتمع، تم استغلال هذه الحقائق لتمرير إجراءات حكومية وصفت بأنها لا تنسجم مع رأي الغالبية العظمى التي يتشكل منها المجتمع الاردني.

أما فيما يتعلق بانعدام ثقافة الاختلاف التي ساقها المسؤولون أثناء خروجهم المتكرر عبر الفضائيات، فقد جاءت للتحايل على الكثير من التصرفات الغاضبة، والرافضة بعض القرارات غير الشعبية.

وفي الحقيقة فإن المجتمعات العربية ومن ضمنهم المجتمع الاردني لم يكن من الضروري لها أن تتعلم ثقافة الاختلاف، او ما يعرف بأخلاق الاختلاف؛ لأن تلك المجتمعات لم تكن في الأصل طرفاً في الحوار، وبالتالي فإن الذي قام به المسؤولين هو وسيلة متقدمة للمزيد من التبريرات والاجراءات التي لا تتوافق مع ما يعتقده الكثيرين.

ومن الطبيعي ان يجد المسؤولون الكثير من التعاون، خصوصا من قبل الإعلام الرسمي ونائب الرسمي والإعلام الموالي والمُسيس والقريب والمحتكر والمنطوي الذي يقوم منذ سنوات بتمارين حية، وبقصف مباشر في آذان المستمعين وعيون المشاهدين.

اما الاعلام الباحث عن الحياد الذي اعتاد اصحابه على ان تغلق الابواب في وجوههم، فأصرت على الاعتماد على اشخاص يعملون ضمن نطاق محدد وينتمون الى طبقة الموالين للحفاظ على بقائه على قيد الحياة.

الأحداث تحسم عادة بنتائجها، إلا أن مقدماتها تكون عنوانا للصورة التي ستظهر بها تلك النتائج. فإذا كانت صورة الأحداث تنقل من خلال مسؤولين يبررون قراراتهم من خلال تحجيم دور المجتمع واتهامه بعدم تقبل الرأي الاخر، فإن الخوف ان يتحول المجتمع الى متطرف فعلا لأنه لم يجد من يستمع له، ولم يكن مشاركا في اي حوار.

نيسان ـ نشر في 2016-10-17 الساعة 11:44


رأي: محمد المحيسن كاتب وصحافي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً