اتصل بنا
 

ترميم قصر الباشا في سوف بعد 30 عاما من الإهمال

نيسان ـ نشر في 2016-10-19 الساعة 23:34

x
نيسان ـ

بعد ثلاثة عقود من استملاكها لقصر الباشا الذي بني كدار حكم في عشرينيات القرن الماضي في بلدة سوف بمحافظة جرش، بدأت وزارة السياحة مؤخرا بإجراء دراسات وأبحاث متعددة، لتنفيذ مشروع الصيانة والترميم للقصر بقيمة لا تقل عن 500 ألف دينار مقدمة من المنحة الخليجية.
وكان القصر بني من قبل أحد وجهاء محافظة جرش آنذاك وهو علي الكايد ليكون مقر حكم، ومكان تداول الأحكام العشائرية.
ووفق وثائق تاريخية لوزارة السياحة فإن الكايد كان يتمتع بعلاقات وثيقة مع العائلة المالكة، خاصة مع جلالة الملك عبدالله الأول بن الحسين، حيث كان يقيم جلالته في ذاك الزمان أياما وأياما في هذا القصر كمصيف واستجمام.
وأكد مصدر في مديرية سياحة جرش أن المشروع سيكون على جدول مشاريع عام 2017 - 2018 وسيتم تنفيذه من خلال خبراء وفنيين ومهندسي آثار، بهدف الحفاظ على القيمة الأثرية والحضارية للقصر الذي استملكته الوزارة قبل 30 عاما، ولم تجر عليه أي صيانة أو ترميم حتى الآن، مرجحا أن يتحول القصر بعد صيانته وترميمه إلى متحف أثري ومركز صيانة وترميم أثري معتمد.
وقال رئيس قسم الإعلام في بلدية جرش الكبرى هشام البنا، إن القصر سيتم تسليمه لبلدية جرش الكبرى بعد الانتهاء من أعمال الصيانة، بهدف إدارته وتحويله إلى متحف أثري أو مركز ثقافي وتشغيله حسب القيمة الأثرية والتراثية والتاريخية للموقع.
وأكد البنا قدرة البلدية على إدارة المواقع بما يتناسب مع القيمة الأثرية له، بعد رفده بموظفين وحراس، بيد أنه قال إن الحديث عن فكرة إدارته و طريقة استخدامه ما زالت مجرد اقتراحات، ستتضح بشكل رسمي بعد الانتهاء من أعمال الصيانة والترميم.
ويقع القصر الذي أنشئ منذ مئات السنين في وسط بلدة سوف، غير أن استملاك وزارة السياحة لهذا القصر من الثمانينيات أدى إلى تحوله إلى أعشاش للعصافير وموطن للخفافيش ليلا.
ويؤكد سكان في المنطقة أن قصر الباشا والذي يعد من المعالم الأثرية والتاريخية في منطقة سوف، لم يشهد أي أعمال ترميم أو إصلاح أو صيانة منذ أن استملكته وزارة السياحة منتصف الثمانينيات، رغم حاجة القصر لمثل هذه الأعمال للحفاظ على بقائه وديمومته".
ويقترح أبناء المنطقة أن "يتم تحويل قصر الباشا إلى متحف أثري حضاري أو مركز ثقافي، يخدم المجتمع المحلي ويساهم في نقل الثقافة والحضارة عبر أروقته وحجارته".
وأكد الخبير السياحي والناشط في مجال الدراسات السياحية في الأردن يوسف زريقات أن الأهمية التاريخية لقصر الباشا ناتجة عن طريقة بنائه والحقبة الزمنية التي بني فيها، وهي في نهاية العهد العثماني وبداية عصر الإمارة في الأردن، وهو يمثل حقبة تاريخية مهمة في الأردن وهي عصر الباشوية، عدا عن أن طريقة بنائه والحجارة التي بني فيها كلها مأخوذة من آثار جرش والخرابات القديمة في المحافظة.
وقال زريقات إنه قدم مقترحا ودراسات لوزارة السياحية تتضمن طرقا لاستغلال القصر والمحافظة عليه، وتحويله إلى مركز تنمية سياحية ثقافية، حيث يتضمن هذا المركز متحف حياة شعبية يؤرخ الحقبة التاريخية التي بني فيها، ويشتمل على أرشيف صغير لوئاثق وكتب ومجلدات في نفس الحقبة، ويضم أيضا مركز حرف بسيطة وتاريخية كصناعة الصابون باستخدام زيت الزيتون وتجفيف الفواكه بالطرق التراثية والقديمة.
ويتضمن المقترح كذلك إقامة "دكانة" شعبية وتراثية في القصر لبيع منتجات طبيعية وعضوية، وفتح مركز تدريب تراثي، كونه يضم قاعة اجتماعات كبيرة جدا وتتسع لأعداد هائلة، بحسب زريقات.
وتحدث زريقات عن أهمية القصر في دعم المجتمع المحلي، مؤكدا ان استغلال هذا القصر سيساهم في توفير 8 فرص عمل ثابتة لأبناء المنطقة، بالاضافة الى 10 فرص عمل غير ثابته، فضلا عن الدخل الذي سيعود على منطقة سوف خاصة وجرش عامة، بعد وصول الأفواج السياحية اليه.
وأكد زريقات أن استثمار قصر الباشا سيولد دعما وشراكة حقيقية بين وزارة السياحة والمجتمع المحلي والقطاع الخاص، متمنيا أن تأخذ وزارة السياحة المقترح والمشروع بكل جدية وشفافية ، وأن يتم البدء الحقيقي في العمل على الحفاظ على الموروث الشعبي والتاريخي لهذا القصر.
ومن ميزات البناء الذي احضرت معظم أحجاره من موقع الآثار وكان المهندس المشرف والمصمم له زهير النابلسي، بأنه يحتوي على عامودين من المرمر الموجودين حالياً على البوابة الرئيسية للبناء. كما يحتوي البناء على ثلاثة طوابق رئيسية، الاول كان يستخدم كإسطبلات للخيول ومطابخ كبيرة من اجل تحضير الولائم لضيوف البلدة، والثاني يتكون من ديوان ذي مساحة كبيرة، وكان يستخدم لاستقبال الضيوف ووجهاء العشائر من مختلف المحافظات، وعمل الصلحات العشائرية والمناسبات العامة، والثالث مكون من عدة غرف ذات مساحات مختلفة وشرفة مطلة على الجبال والمناطق المحيطة بالقصر، فهي ما كان يميز هذا القصر حيث سميت الشرفة الموجودة بالشرفة الملكية الخاصة بجلالة الملك عبدالله الأول بن الحسين.

الغد - صابرين طعيمات

نيسان ـ نشر في 2016-10-19 الساعة 23:34

الكلمات الأكثر بحثاً