اتصل بنا
 

ماذا في جعبة الشيخ سالم الفلاحات وصحبه؟

نيسان ـ نشر في 2016-10-22 الساعة 10:10

x
نيسان ـ


كتب محمد قبيلات..."الشراكة والإنقاذ" فرخ جديد يقفز هاربا من عش جماعة الاخوان المسلمين الأردنية، وبرغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة، بدا ومنذ فترة على الجسم الاخواني الهرِمْ تململ يعكس حركات داخلية تنذر بحالات من التشظي والانقسام.
لم تكن تغريدة الدكتورة ديما طهبوب على تويتر، التي أثنت بها على محتوى الورقة الملكية النقاشية السادسة، إلا تعبيراً عن هذا التململ المستمر، وقد كان للبعض من القياديين الاخوان، ومن بحكمهم، ملاحظات قاسية على هذا النشاط الاضافي لطهبوب، التي تشغل منصب الناطق الاعلامي لكتلة الاصلاح، المُمثِلة للتيار الاخواني في مجلس النواب والمكونة من خمسة عشر نائبا.
رب سائل عن "الشراكة والانقاذ"، مع من ولمن؟ فاذا كان المراقب العام السابق لجماعة الاخوان المسلمين لم يستطع التشارك والتساكن مع شركائه التاريخيين، في ظل دارهم الاخوانية العتيقة، كيف ومع من يستطيع التشارك الآن؟ وكذلك بخصوص "الانقاذ" فمن الذي ستنقذه هذه المجموعة الفارة من حضن الجماعة الأم، اذا كانت لم تستطع انقاذ كل ما جمعها بالاخوان ولعشرات الأعوام؟
اسئلة كثيرة ربما لن يعرف اجاباتها إلا من سيتلظى بنار الاستغلال والابتزاز السياسي (خارج التنظيم) الذي ستتعرض له كل هذه المجموعات الفارة من العش الأم.
من المؤسف أن جماعة الاخوان اليوم تلاقي هذا المصير، وبعد مشوار طويل من العمل الذي اجتهدت فيه مجموعة من الشخصيات الوطنية لإيجاد حلول للمشاكل التي واجهتها بلداننا العربية منذ نهايات حقبة الاستعمار، أواسط القرن الماضي، ونقول مؤسف برغم الخلاف مع التيار الأسلامي، فكان من الأفضل للجميع أن تتطور الجماعة الأسلامية، بحيث تصبح جزءا من المجتمع المدني، لا مجموعات تسير باتجاهات مختلفة وعلى غير هدى.
لكن، يبدو أن الأطر الحزبية وقنوات سريان الأوامر التنظيمية لم تستوعب التطورات الحاصلة، على المستويات المحلية والاقليمية، ما أدى إلى انفجار التشكيل الاخواني في أكثر من بلد عربي؛ لانعدام آليات التطوير الذاتية التي تستوعب الاطروحات الجديدة، وتحاول صياغتها بما يتفق مع مبادئ الجماعة وأطرها التنظيمية والنظرية.
وبالمناسبة، هذه الظاهرة لا تخص الاخوان وحدهم، فقبلهم عانت الأحزاب القومية من الانشقاقات، وكذلك مرّت الأحزاب اليسارية بنفس الظروف، وتفرقت جميع هذه التيارات على مجموعات صغيرة متناحرة، لتهجرها-تاليا- عناصرها الشبابية الفاعلة، فتصبح مجرد نواد تقاعدية، يتسلى بها بـ "المماحكات" قدامى الحزبيين الساعين للمناصب الفخرية في الدولة.
نظريا، يمكن الاجتهاد، والقول أن الأحزاب العربية كلها، قومية ويسارية واسلامية، صاغتها ظروف وحاجات بناء الدولة القومية، لذلك هي تتبنى التفسيرات القومية القائمة على وجود عدو خارجي، فعندما أصبح الصراع داخليا، والذي توّج بالربيع العربي، ارتبكت هذه الأحزاب ولم تعد قادرة على الاستمرار.
المؤسف بالنسبة للكثيرين من المؤيدين أو المتعاطفين مع جماعة الاخوان، والتي لجأ إليها هؤلاء المواطنون، من مختلف الأصول والمنابت، هاربين من شر النزاعات والمعاملات الاقليمية وتبعاتها، أنهم يجدون اليوم التصدعات الحاصلة في الجماعة قائمة على ذات العلة: الاقليمية والجهوية.
فماذا في جعبة الشيخ سالم الفلاحات، وهو من سكان الوسط (مادبا)، وما الجديد الذي سيقدمه غير ما قدمته جماعة "زمزم"، التي تزعمها الدكتور رحيّل الغرايبة الشمالي ( اربد)، أو ما قدمته الجماعة (المرخصة) التي تزعمها الذنيبات الجنوبي ( الكرك
وهل سنرى، في المقبل من الأيام، مزيدا من التشظي للجماعة، بحيث يصبح كل فرع من فروعها في المحافظات حزبا مستقلا؟

نيسان ـ نشر في 2016-10-22 الساعة 10:10

الكلمات الأكثر بحثاً