اتصل بنا
 

سورية.. ورقة تقارب مصر وإيران على حساب السعودية

نيسان ـ نشر في 2016-10-24 الساعة 10:11

x
نيسان ـ

أفردت الصحف الإيرانية تقارير عن التقارب المصري الإيراني، وركزت التقارير على التباعد في العلاقات المصرية السعودية، عقب تصويت مصر لصالح القرار الروسي بشأن سورية في مجلس الأمن؛ الأمر الذي انتقده المندوب السعودي في مجلس الأمن عبد الله عبد الله المعلمي، واصفًا إياه بالأمر “المؤلم”.

وتوقعت الصحف الإيرانية أن عام 2017 سيشهد تقدمًا في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين يصل إلى مرحلة تبادل السفراء، بفضل وجود صديق مشترك بين البلدين “روسيا”.

خطوات نحو المصالحة

تدلل الصحف الإيرانية على ذلك بوجود مؤشرات للتقارب؛ منها استقبال المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني “حسين أمير عبداللهيان”، الرئيس الجديد لمكتب رعاية المصالح المصرية في إيران “ياسر عثمان”، الذي تسلم مهامه مؤخرًا في البعثة المصرية بطهران.

كما تشير إلى اللقاء الذي جمع وزير الخارجية المصري “سامح شكري” ونظيره الإيراني “محمد جواد ظريف”، في نيويوك 23 سبتمبر الماضي، على هامش أعمال الجمعية العامة لـ”الأمم المتحدة”، وهو لقاء هام وغير معتاد خصوصًا مع العلاقات المعلقة بين البلدين منذ عشرات السنوات.

وهو اللقاء الذي كشف علانية عن خلاف في المواقف بين السعودية ومصر، فقد صرح شكري أن “التحالف ضد الإرهاب في سورية قد يرغب في تغيير نظام الحكم في هذا البلد، لكن هذا ليس موقف مصر، مضيفًا أن الخلافات لا يعني أن لدينا مشكلة مع السعودية.

سورية.. ورقة الرهان

تراهن إيران على التقارب نحو مصر من منطلق الأزمة السورية، في وقت تتباعد فيه رؤية مصر عن السعودية حول هذه الأزمة، وابتعاد مصر عن دعم السعودية في حربها ضد النفوذ الإيراني في الشام.

وأكدت الجارديان ذلك في تقريرها الذي نشر منذ أيام، حيث أشارت إلى ضغط إيراني من أجل حضور مصر مباحثات حول الأزمة السورية عُقدت في مدينة لوزان السويسرية الأسبوع الماضي.

وذكرت الصحيفة، استنادًا لرسائل بريد إلكتروني اطلعت عليها، أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أصر على حضور القاهرة للمباحثات، حيث اشترطت طهران حضور وزيري الخارجية المصري والعراقي لتلك المباحثات.

وقالت “الجارديان” في تقريرها، إن طهران تنظر إلى مصر باعتبارها عامل توازن في مواجهة العداء السعودي بشأن مستقبل سورية.

ونقلت الصحيفة، عن صديق جورباني الصحفي بوكالة فارس الإيرانية، تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “من المثير للاهتمام، كيف أن رئيس مصر يتحول تدريجيًا من محور التحالف الأمريكي السعودي، إلى محور التحالف الروسي الإيراني؛ السؤال الآن هو متى يتم إحياء العلاقات بين طهران والقاهرة وليس إذا ما كان سيتم إحياؤها”.

من جانبه، أكد الكاتب الإيراني روح الله فقيهي، المقرب من الرئيس حسن روحاني، عن حصول تقارب كبير بين مصر وإيران فيما يتعلق بالأزمة السورية.

وأشار الكاتب، في مقال له نشره بموقع المونيتور الأمريكي، إلى أن مصر تفكر بالانضمام إلى المحور الإيراني الروسي، قائلاً إن سورية هي همزة الوصل بين القاهرة وطهران.

وأوضح أن الأزمة السورية قد تساعد على التقارب بين الدولتين لتحقيق أمر طال انتظاره.

ويختلف موقف مصر مع الموقف السعودي في التعامل مع الأزمة السورية؛ حيث تعطي القاهرة الأولوية للحل الدبلوماسي ولا تطالب برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، بينما تري السعودية أن رحيل الأسد هو الحل الوحيد، في وقت تدعم إيران الأسد المنتمي للطائفة العلوية الشيعية.

وتردد أن نتيجة الخلاف بشأن سورية، وقفت إرسال شحنات بترولية، لكن مصر نفت أن يكون ذلك له علاقة بتصويتها الخاص بسورية بمجلس الأمن.

مهاجمة السعودية وحث مصر

خصصت المواقع الإيرانية مساحات تتحدث فيها عن الخلاف المصري السعودي، وتهاجم من خلاله سياسات السعودية نحو مصر، وتحث الأخيرة على الخروج من عباءتها.

ونشرت الوكالة الإيرانية تسنيم، تصريحات للمستشار في رئاسة الحكومة السورية الدكتور عبد القادر عزوز، تحدث فيها عما أسماه خروج مصر من تبعية السعودية قائلاً: “عندما وجدت مصر تهديدًا لركائز أمنها القومي تجاه استقرار سورية وبلاد الشام والمنطقة لجهة بعض المنافع الضيقة، جرى تغليب ثوابت الأمن الوطني على حساب المصالح الضيقة، ومن هنا جاء التلاقي”.

ونشرت الوكالة الرسمية تقريرًا تحت عنوان، “مصر بين خياري الاستقلال والتبعية للسعودية فماذا تختار؟!”، قالت فيه إن مصر لا يمكن أن تكون مطية للسعودية وأن تدوس على كرامتها ومكانتها في العالم العربي والإسلامي لمجرد تلقيها شيء من الدعم الاقتصادي من قبل السعودية، ولهذا قررت القاهرة خلال الأيام الماضية أن تكشف عن خلافاتها مع السعودية بكل وضوح في ما يخص الأزمة في سورية وقضايا أخرى.

وبثت الوكالة تقريرًا حذرت فيه مصر من لقاءات سرية مستمرة تُجرى في دول الخليج للاتفاق على خطوات عقابية ضد مصر، على حد زعمها، وقالت إن هناك اجتماعًا في الرياض لاتخاذ قرارات ضد مصر، لممارسة ضغوط اقتصادية وتصعيد العمليات الإرهابية في الساحة المصرية، من خلال زيادة دعم المجموعات الإرهابية.

وفي الصحافة المحلية، تساءل الخبير الإعلامي المقرب من الحكومة المصرية، “ياسر عبد العزيز” في مقال نشره موقع صحيفة “الوطن”، عما إذا كان هناك تحولاً استراتيجيًا في إدارة مصر لسياستها الخارجية، وأن هناك تقاربًا مع إيران على حساب العلاقات مع الخليج.

وقال عبد العزيز تحت عنوان: “هل غيرت مصر تحالفاتها الإقليمية؟”، “إن مصر مقدمة على تغيير استراتيجي جوهري في إدارتها لسياستها الخارجية وموقعها في الإقليم؛ وهذا الأمر يُفضى إلى احتمالات مفتوحة، ولا يمكن قياس نتائجه الآن”.

وشدد على أن “القاهرة لا تقبل الضغوط بخصوص دورها وسياساتها إزاء الملف السوري، وليس لديها ما تُقدّمه في خدمة محور «واشنطن -الرياض»، وأنها ربما تكون في هذا التوقيت أكثر ميلاً إلى محور «موسكو -طهران»، في ما يتعلق بهذا الملف”

نيسان ـ نشر في 2016-10-24 الساعة 10:11

الكلمات الأكثر بحثاً