اتصل بنا
 

(شومان).. إذ ترعى العمالقة الصغار

نيسان ـ نشر في 2016-10-24 الساعة 18:40

x
نيسان ـ

كتب إبراهيم قبيلات..فيما تدخل المملكة في جدل تغيير المناهج، تمدّ مؤسسة عبد الحميد شومان يدها لاثنين وعشرين طالباً، قرروا أن يكونوا محطات علمية تنويرية أمام زملائهم
لعل ما فعلته "شومان" أنها ابتعدت عن التنظير، لصالح الانخراط في بناء حالة معرفية، وتشييدها بالكفاءات العلمية، في وقت تزداد به حدّة الاصطفافات في المجتمع.
لا أحد ينكر الدور والأثر الإنساني والثقافي والاقتصادي لعائلة شومان على الدولة الأردنية، وإسهاماتها في تنمية المحافظات والقرى والمخيمات وتطوير البنى البشرية وتأهيلها تأهيلاً رفيعاً في مختلف المجالات؛ وفي مقدمتها تنمية التعليم والثقافة.
أطفال لم يتمّوا بعد الرابعة عشرة من عمرهم، لكنهم قدموا حلولاً عملية لجملة من المشاكل اليومية، بعد اجتيازهم سلسلة من اختبارات التفكير الناقد الذي حول الطفل من متلقٍ إلى منتج للفكرة، وبعد أن تدرّبوا على الاستنباط والتقييم والتفكير الإبداعي التحليلي.
في الحقيقة ما قدّمته المؤسسة أنها قررت حماية الطفولة ولكن على الطريقة الأنجع، فشكّلت طوق نجاة حقيقية ليس لأبنائنا فقط بل لعموم فئات المجتمع، بعد أن وصلت آفة المخدرات إلى أبنائنا وبناتنا في غرفهم الصفية وفي ساحات المدارس والجامعات.
من كان يعتقد أن طالباً بعمر عشر سنوات سينتج فكرة تدعم أنظمة الطاقة البديلة مثلاً؛ الرياح والطاقة الشمسية، وأخرى تقوم على مبدأ الاستشعار المبكر بالحريق إلكترونياً.
ندرك أهمية الطفولة الغنية بأدواتها ومعارفها في تسريع وتيرة الإنتاج المعرفي، وبما ينعكس على تطوير مجتمعاتها ومدها بعناصر كفوءة ومتسلحة بالعلم والمعرفة، ومؤمنة بأدوات التفكير الناقد كنافذة مؤسسية يطلون عبرها على الحياة.
يأتي إنتاج المشاريع العلمية في وقت تزداد به حدّة التوتر الاجتماعي بعد إجراء وزارة التربية والتعليم تغييرات على المناهج، لكن لم تفكر مؤسسة واحدة في كسر "الروتين الوطني" المعتمد على الخطابات والمؤتمرات والبيانات، والانطلاق نحو التغيير الفعلي في الميدان.
وشملت المشاريع أيضاً "هيا نرعى البيئة"، لرعاية النباتات بشكل آلي، إضافة إلى اختراع روبوت لرفع قارورة المياه عن الأرض، وكذلك مشروع "الشباك ذاتي التنظيف"، ومشاريع أخرى متعلقة ب"النقش الآلي".
نؤمن بدور المؤسسات الوطنية في خلق ثقافات مجتمعية جديدة، ترفض السلبي منها، وتسعى لاستبداله بأنماط إيجابية بديلة، عبر تقديم أفكار منتجة وقابلة للتطبيق.
لنترك التنظير جانباً، ونأخذ بأيادي أبنائنا نحو فضاء المستقبل، الأمر لا يحتاج سوى لقرار.

نيسان ـ نشر في 2016-10-24 الساعة 18:40

الكلمات الأكثر بحثاً