صرخة مربي فاضل !!!

من الصرخات ما يحتمل ويهضم ويبرر ، لكن صرخة ابي حمزة ارعبتني وقشعر لها بدني ، صرخة كان دويّها في القلب كالبركان ، لانها صرخة مدير فاضل تتعرض فيها مدرسته للمرة الثالثة " للتخريب والاعتداء والسرقة ، وحرق غرفة الادارة كاملة وسرقة محتوياتها ، وكسر خط المياه المغذي للمدرسة ، واغلاق الابواب الصفية بقطع من الحديد والاخشاب في لقمة الزرفيل " .
كأني امام مشهد غريب ودخيل لا افهمه ولا استطيع استيعابه ، اهذه هي مليح البلدة التي سبقت الجميع في ارتياد العلم والصعود اليه ولو كان بين النجوم ، ما الذي تغير بين مشهد الامس الباسق ومشهد اليوم المخيب للآمال ، " نعم والله اخجل من وقوفي وراءِ قطار عالمنا السريع " ، لأن التعليم هو فرصتنا للانقاذ والخروج من مستنقع الركود ، " ان التعليم هو جواز سفرنا للمستقبل لأن الغد ملك لاولئك الذين يعدّون له اليوم " .
يقول الكيميائي الروسي اسحاق عظيموف " المدرسة تجعلك تعتقد ان للحياة سر لا يعرفه الا هؤلاء المدرسين ، ولا يمكن ان تعرفه الا من خلالهم " ، ويقول وليم بتلر الشاعر الانجليزي " التعليم ليس ملىء دلو ولكنه ايقاد شعلة " .
اقول للذين قاموا بالتخريب من اجل درجاتهم او اخفاقهم ما قالته جيني فولبرايت :" ان كان الغرض من التعليم هو تسجيل درجات جيدة في الامتحانات فقد فقدنا البصر عن السبب الحقيقي للتعليم " .
ايها الابناء : يا قناديل مستقبلنا ، يا جسرنا الذي نعبر به للغد الافضل " الاميون ليسوا هؤلاء الذين لا يعرفون القراءة والكتابة بل اؤلئك الذين يتوقفون عن التعلم " ، " الجسر الوحيد بين افضل ما في الماضي لبناء افضل ما في المستقبل هو التعليم ، التعليم هو فرصتنا للانقاذ " .
ايها الاباء الاكارم ، يقال : " الفرق بين المدرسة والحياة اننا في المدرسة نتعلم الدرس اولا ثم نمتحن , لكن في الحياة نُمتحن اولاً ثم نتعلم الدرس " ، اتمنى ان تكون الحياة علمتنا كيف نحافظ على ابنائنا ، وكيف نحافظ على مدارسنا ، وكيف نحافظ على كتبنا ، وكيف نحرس على مرافقنا العامة .
" لا ترجع النفس عن غيّها ما لم يكن لها رادع " .
اتمنى ان تكون صرخة ابي حمزة ايقظت فينا جميعا روح المسؤولية الجماعية ، وان يكون كل منا خفير يقظ على المصلحة العامة .