بعد هروب داعش.. هذا ما وجده الكاكائيون في قريتهم (صور)
نيسان ـ راديو سوا ـ نشر في 2016-10-29 الساعة 22:41
تنظف غولي حسن وارني في قرية قرب كلك غرب الموصل حديقة منزلها، الذي رفعت فوق مدخله لافتة كتب عليها "ملك لداعش" واضعة الحطام المتفحم في حاوية كبيرة.
وتقول المرأة الأربعينية بينما كان زوجها يعتني بخضار زرعها "لا أحد يأتي لمساعدتنا، لذا يتعين علينا الاهتمام بشؤوننا لوحدنا. لقد أحرق المتشددون منزلنا، وأحاول فرز الأنقاض لإنقاذ ما أمكن".
واستعادت قوات البيشمركة في أيار/ مايو القرية الواقعة في سهل نينوى من المسلحين الذين سيطروا عليها قرابة عامين.
الكاكائية
والكاكائية هم أقلية كردية تنتشر في شمال العراق لها طقوسها الصوفية الخاصة وتعتنق عقيدة باطنية، يعتبر متشددو داعش "أتباعها من الكفار".
ويسكن أبناء الطائفة الكاكائية هذه القرية ويواجهون صعوبات في إعادة بنائها.
ويتميز رجال الطائفة بشواربهم الكثة، كما أنهم ينتشرون في إيران أيضا.
ويقول سامان خليل، "30 عاما"، عن طائفته: "نحن مختلفون. إضافة إلى ذلك، عمل كثيرون منا مع الأميركيين والبيشمركة" في إشارة للقوات الأميركية التي دخلت العراق عام 2003.
وأضاف "إنهم يكرهوننا لهذه الأسباب. لم تعان أي قرية كما عانت قريتنا. يريد المتشددون القضاء على ثقافتنا".
بدوره، قال سلمان أحمد عبد الله، أحد وجهاء القرية، إن "العائدين يشغلون حوالى 50 منزلا أي 10 في المئة من السكان".
وأضاف "هذا طبيعي، فلا ماء ولا كهرباء أو مدارس (...) والألغام في كل مكان في المنازل الفارغة والحقول".
علامات حمراء
وعلى بعض الأبواب، رسمت علامة حمراء كبيرة لردع الناس عن دخول الأماكن المفخخة.
وقد عاد سلمان، الذي هرب على غرار جميع مواطنيه في آب/ أغسطس 2014، في 14 أيلول/ سبتمبر للسكن في منزله الذي تم تحويله إلى مركز يتجمع فيه مقاتلو داعش.
واكتشف أن الأثاث تعرض للنهب والجدران تغص بشعارات المديح للمسلحين. في المطبخ، كانت هناك بلاطة خرسانية تغطي مدخل نفق سمح لمسلحي التنظيم بتخزين معداتهم والوصول إلى منزل مجاور.
وعمل سلمان بجد لإعادة منزله إلى شكله السابق فقام بطلاء الأعمدة وإصلاح السقف ووضع ستائر جديدة.
لكن البعض الآخر كان أقل حظا. ففي مكان غير بعيد، وحول حفرة عمقها أربعة أمتار تم تفجير 10 منازل أصبحت حقلا من الأنقاض.
من جهته، قال كامران خليل، الشقيق التوأم لسامان، إن "تنظيم داعش أعد شاحنة انتحارية لمهاجمة مواقع البيشمركة، لكن تم تدميرها في قصف للتحالف".
وفي حديقة منزله الواقع على تلة تشرف على السهل حيث كان خط الجبهة، لا تزال هناك قاعدة لمدفع هاون في المكان.
وأضاف "لقد عدت بعد ظهر اليوم الذي استعادت فيه البيشمركة القرية، وكنت متشوقا للغاية لكنني اكتشفت أن المتشددين أحرقوا منزلي".
وتابع خليل "لم يكن من الحكمة العودة في أقرب وقت. فقد قتل جاري بانفجار لغم عندما أراد فتح باب منزله".
بدوره، قال جان فاليت دوسيا نائب رئيسة "فراترنيته" في العراق، وهي جمعية فرنسية تساعد الأقليات الدينية، أن قضية نزع الألغام أمر بالغ الأهمية.
وأضاف "كانت هناك عملية لنزع الألغام العسكرية، لكن الأمر اقتصر على الطرق الرئيسية. بعدها يأتي نزع الألغام المدنية من منزل إلى منزل، ومن حقل إلى اخر. من دون نزع الالغام، لا إعادة إعمار ومن دون إعادة إعمار، لا عودة للسكان".
وتخطط الجمعية، التي تتلقى دعما من وزارة الخارجية الفرنسية، لنزع الألغام من ست قرى في المنطقة تقوم بها فرق محترفة.
والأوضاع الصعبة في بلدات الكاكائيين، بعد خمسة أشهر من استعادتها قد تكون مؤشرا إلى ما ينتظر الموصل بعد طرد المتشددين منها لكن على نطاق مختلف.
وختم خليل قائلا: "عندما نرى ما نحن فيه، في قرية صغيرة مثل قريتنا، يمكننا أن نتخيل كم سيكون ذلك صعبا بالنسبة لمدينة كبيرة مثل الموصل"، حيث يعيش نحو 1.5 مليون شخص، وفقا للأمم المتحدة.