اتصل بنا
 

جريمة طبربور تضع الأردنيين في مواجهة المخدرات

نيسان ـ نشر في 2016-11-05 الساعة 18:06

x
نيسان ـ

كتب إبراهيم قبيلات...وضعت جريمة طبربور الأردنيين في قرى وشوارع ومدارس المملكة في مواجهة حقيقية مع قضية انتشار المخدرات والحشيش والحبوب، بعد أن هزّ وجدانهم مقتل أمٍ والتمثيل بجثتهما على يدي ابنها، فوجدوا أنفسهم في مواجهة منعطف جرمي جديد.

هكذا نتصرف، نغرق في أدق التفاصيل وتفرعاتها لساعات، ثم لا أحد يسأل عن أسباب حدوثها أو منطلقاتها، وبعد أيام ينشغل الرأي العام بقصة أخرى، وهكذا ينفق الأردني جل وقته في متابعة حيثيات دقيقة من دون أن تنعكس على تشكيل قناعات شعبية جديدة تلزم الرسمي انتهاج رؤية جديدة تتكفل بحماية الناس وأبنائهم من أنياب المخدرات.

لعقد مضى كان مجرد الحديث عن المخدرات يعني المجازفة بالمستقبل كاملا، والاقتراب ضمنيا من الجويدة، أو أحد المعتقلات الأخرى، لكننا اليوم نراهم يهيمون على وجوههم في الشوارع، فاقدين وعيهم تحت تأثير المخدرات، من دون أن تنتهي بهم الخطوات إلى عقوبات رادعة تحميهم وأسرهم.

المخدرات اليوم في متناول الأيدي، ومن يريدها من أبنائنا لن يتكلف كثيرا، كل ما عليه هو ابتياعها بنحو 25 قرشًا، من أصغر مروّج متوفر، ثم يبدأ بتدخينها وسط الشارع العام.

من سمح بتشكيل هذه الظروف وتبسيطها يريد تدميرنا بأسرع الطرق، وإلا ما مبرر وجود هذا الكم من المخدرات في شوارعنا؟.

الرسمي الذي كان يعرف حركة النملة قديما، هو ذاته الموجود اليوم، لكن ما الذي يمنع الأمني من وضع خطة أمنية، تنتهي إلى تنظيف الساحة المحلية من التجار والمروجين قبل المتعاطين؟.

حديث الأسر ممن ساقت الأقدار أبناءها إلى المخدرات ينطوي على استفسارات واتهامات كثيرة، لسنا بمعرض الحديث عنها، لكن نضع الاستفسارات والأسئلة على طاولات المسؤولين. لمصلحة من يتم التغاضي عن وجود مخدرات وحشيش في متناول ايدي الشباب والشابات في المدارس والجامعات؟ ولمصلحة من يتم إلهاء الناس بالقبض على عشرات المتعاطين "الضحايا"، فيما يواصل المجرم الحقيقي تكديس المال وتدمير السلم المجتمعي؟.

مللنا الحديث عن أن الأردن بلد عبور لا مقر للمخدرات، نريد معالجات حقيقية تعيد الطلاب إلى كتبهم ومدارسهم وجامعاتهم بعد أن هجروا أدوات العلم، لمصلحة التعاطي، ودخلوا عالم المخدرات من أوسع أبوابه.

نيسان ـ نشر في 2016-11-05 الساعة 18:06

الكلمات الأكثر بحثاً