الأنظار تتجّه إلى 30 يونيو
نضال حمدان
كاتب وصحافي أردني مقيم في الإمارات
نيسان ـ نشر في 2015-04-03
الأكيد أنّ المفاوضات الخاصة بالملف النووي الإيراني دخلت مرحلة صياغة شيء ما رغم أنّ النقاط لم توضع على الحروف بعد، ورغم البهجة التي سادت طرفي المفاوضات ولهجة المنتصر التي عمت طهران وقيادتها.
ففي اليوم الثامن من المحادثات الماراثونية توصلت ليل الخميس مجموعة 5+1 وإيران إلى اتفاق إطار ينصّ على تخفيض عدد أجهزة الطرد المركزي من 19 ألفا إلى ستة آلاف ومراقبتها 10 سنوات، إضافة الى تخفيف تركيز غالبية مخزون اليورانيوم المخصب.
وبعد حديث عن ثلاث نقاط عالقة في مطلع الأسبوع هي: مدة تعليق البرنامج النووي الإيراني ورفع العقوبات وآلية التحقق والرقابة انقضى الأسبوع بالحديث عن نقطتي خلاف بعد تجاوز بند الآلية.
وبعد أن أشاعت تصريحات أولى متفائلة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن «اتفاق مبدئي على النقاط الأساسية» بعض التفاؤل حيال اتفاق يلوح في الأفق بدّد تصريحان لوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوسو نظيره البريطاني في ليبهاموند عن وجود كثير من العمل يجب القيام به هذه الأجواء التي زاد من ضبابيّتها إعلان البيت الأبيض عن نفاد صبره مذكراً بأن الخيار العسكري لاي زال مطروحاً.
والحقيقة الثانية أنّ هناك تبايناً لم يستطع الاتفاق الإطاري إخفاؤه بين وزراء خارجية مجموعة 5+1. فلافروف ونظيره الألماني فرانك شتاينماير كانا يتمسكان بالتصريحات المتفائلة بينما نظراؤهم: فابيوس وهاموند والأميركي جون كيري يصرون على اتفاق كامل.
الإيرانيون، الذي يفاوضون من باب أنّ لا شيئ يمكن أن يكون أسوأ من الوضع الراهن، يبدون مصرّين على الخروج مظفرين.. على الأقل الاتفاق على جدول زمني لرفع العقوبات مع الاحتفاظ بمخزون اليورانيوم المخصّب الذي في حوزتهم وهي النقطة المحورية التي يبدو أنّ الأميركيين «تساهلوا» بشأنها وهي النقطة التي ستكون خلال الـ 90 يوماً التي تفصلنا عن موعد 30 يونيو نقطة الشد والجذب. وفي هذا السياق تأتي اللهجة الصارمة للبيت الأبيض وللإدارة الفرنسية عن أنّ الخيارات مفتوحة للتعامل مع إيران«اذا أخلّت بالاتفاق».
nidalhamdan@gmail.com