اتصل بنا
 

أعلى مستوى لإنتاج النفط العراقي

كاتب صحافي

نيسان ـ نشر في 2016-11-13 الساعة 08:34

العراق ينشر أرقام إنتاج النفط لكل حقوله ويطالب بإعفائه من تحديد الإنتاج في اجتماع أوبك المقبل
نيسان ـ نشرت «مؤسسة تسويق النفط العراقية» (سومو) أخيراً وفي مبادرة هي الأولى من نوعها، أرقام الإنتاج لكل حقول النفط العراقية. وأتت المبادرة بعد دعوة وجهتها وزارة النفط إلى صحافيين نفطيين لزيارة بغداد، حيث أجروا مقابلات وزاروا المتحف العراقي. وتأتي محاولات تبيان معدل الإنتاج النفطي في سياق استياء المسؤولين من أرقام صدرت أخيراً في وسائل الإعلام واعتبروها لا تعبر عن حقيقة المعدل. ويطالب العراق الاجتماع الوزاري المقبل لمنظمة «أوبك» في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) باستثنائه من تحديد الإنتاج لانهماكه في حربه على تنظيم «داعش» في ظل موازنة خاوية. تقدر وسائل الإعلام المتخصصة مستوى الإنتاج العراقي بنحو 3.3 مليون برميل يومياً، بينما الأرقام الرسمية تقدره بأكثر من 4.7 مليون برميل يومياً، كما تقدر صادرات النفط الخام بنحو 3.871 مليون برميل يومياً. وتعتمد «أوبك» منذ فترة أرقام وسائل الإعلام المتخصصة في بياناتها، وتعرفها بـ «المصادر الثانوية»، ولهذه الأرقام أهمية الآن، إذ تحاول المنظمة والدول المنتجة من خارجها تحديد معدلات الإنتاج الراهنة. ويعود السبب في تبني أرقام وسائل الإعلام إلى غياب ثقة الدول الأعضاء في الأرقام التي يقدمها بعضها لبعض. تواجه العراق تحديات في اجتماع 30 تشرين الثاني. هناك قضية صدقية أرقام الإنتاج الصادرة عن السلطات النفطية العراقية، والشكوك التي تثار حولها، على رغم نشر «سومو» أرقام كل حقل على حدة. وهناك أرقام الإنتاج في إقليم كردستان، وهي غير متوافرة رسمياً وبدقة للسلطات في بغداد. وهناك المسألة الأصعب، وهي محاولة العراق الانضمام إلى ليبيا ونيجيريا وإيران التي تطالب بإعفائها من تثبيت مستويات الإنتاج عند مستوياتها الحالية. ولكل من الدول الثلاث أسباب مختلفة لطلب الاستثناء. لكن مع ازدياد طلبات الاستثناء سيصعب الوصول إلى قرار عملي لتحديد الإنتاج، لأن ذلك سيعني أن الدول الأخرى ستضطر إلى تخفيض أكبر للإنتاج، وهذا غير مقبول للعديد منها. تطالب ليبيا ونيجيريا باستثناء بسبب الاضطرابات السياسية وأعمال العنف والتخريب في كل من البلدين، إذ انخفض الإنتاج الليبي إلى نحو 200 ألف برميل يومياً من معدله البالغ نحو 1.6 مليون برميل يومياً في عهد الزعيم الراحل معمر القذافي، لكن بعد الاستقرار النسبي في الأوضاع أخيراً، ارتفع مستوى الإنتاج إلى نحو 590 ألف برميل يومياً. وانخفض الإنتاج في نيجيريا إلى 1.4 مليون برميل يومياً مقارنة بمستواه السابق البالغ نحو 2.4 مليون برميل يومياً قبل حملة ميليشيا «دلتا النيجر» لتفجير خطوط الأنابيب. وبما أن التفجيرات تقلصت أخيراً، ارتفع الإنتاج إلى نحو مليوني برميل يومياً. وهناك تفاهم بين أعضاء «أوبك» على استثناء ليبيا ونيجريا مرحلياً، نظراً إلى ظروفهما الداخلية الخاصة. لكن المشكلة تتعقد مع إيران التي طالبت في بادئ الأمر بأن تُستثنى من أي قرار إنتاجي إلى حين عودة إنتاجها إلى أربعة ملايين برميل يومياً، وهو المعدل الذي توصلت إليه قبل فرض العقوبات الدولية بسبب برنامجها النووي. وكانت طهران توقعت أن تحقق هذا المستوى قبل نهاية هذا العام. لكن معدل إنتاجها لا يزال نحو 3.8 مليون برميل يومياً. وينص مطلبها الجديد على ان تُستثنى إلى أن يصل معدل إنتاجها 4.2 مليون برميل يومياً، أو 12.7 في المئة من مجمل معدل إنتاج المنظمة قبل فرض العقوبات الدولية. ورفضت دول مجلس التعاون الخليجي هذه المطالب. أما المطلب العراقي بالاستثناء، ففاجأ «أوبك» في اجتماعها الوزاري الاستثنائي السابق في الجزائر، خصوصاً أنه أُعلن فجأة في منتصف المؤتمر في العاصمة الجزائرية. وثمة تساؤلات لا تزال مطروحة حول الرقم الصحيح لمستوى الإنتاج العراقي الراهن، ناهيك عن أن العراق، على رغم معاناته سنوات بل عقوداً من الزمن من توقف تطوير حقوله، ارتفع انتاجه أخيراً ليصبح ثاني اكبر دولة منتجة في المنظمة، وذلك في حال استعمال أي من الرقمين الحكومي أو الإعلامي. وإضافة العراق إلى الدول الأخرى المطالبة بالاستثناء من قرار تحديد الإنتاج ستزيد الأمور تعقيداً باتجاه التوصل إلى قرار يحصل على الموافقة الجماعية للمنظمة، نظراً إلى أنه سيزيد معدلات خفض الإنتاج للدول الأخرى. يذكر أن «سومو» أعلنت معدلات الإنتاج التالية لأيلول (سبتمبر): للحقول الجنوبية - الرميلة 1.4 مليون برميل يومياً، غرب القرنة 870 ألفاً، الزبير 390 ألفاً، مجنون 214 ألفاً، حلفايا 204 آلاف، وللحقول الشمالية - كركوك وبابا غرغر 93 ألف برميل يومياً، باي حسن وأفانا 275 ألفاً. وقدرت «سومو» معدل الإنتاج لحقول إقليم كردستان العراق لأيلول بنحو 546 ألف برميل يومياً. وهذا الرقم تقديري مبني على معدلات الإنتاج لعامي 2013 و2014. وأصدرت سلطات الإقليم بياناً بعد نشر أرقام «سومو» تنفي فيه صحة أرقام «سومو» عن الإقليم. ويذكر أن الاستهلاك المحلي العراقي يبلغ نحو 600 ألف برميل يومياً. وتتوقع السلطات النفطية العراقية زيادة الإنتاج خلال الأشهر المقبلة نحو 100 ألف برميل يومياً. ويتوقع ان تستعاد قريباً الحقول المحتلة من «داعش» والبالغ إنتاجها نحو 70 ألف برميل يومياً. الحياة

نيسان ـ نشر في 2016-11-13 الساعة 08:34


رأي: وليد خدوري كاتب صحافي

الكلمات الأكثر بحثاً