معن البياري يكتب : المتنبي وهيلاري الإخوانية
نيسان ـ نشر في 2016-11-14 الساعة 07:49
x
نيسان ـ صدق المتنبي كثيراً في قوله: لكل داءٍ دواءٌ يُستَطبُّ به/ إلا الحماقةُ أعيَتْ من يُداويها.
يُسعفك هذا البيت الشعري، إذا أردت إيجازاً بشأن الغبطة التي فاضت في جرائد وتلفزاتٍ مصرية عديدة، لفوز دونالد ترامب برئاسة أميركا، لا سيما وأن مبعثها أن المذكور هزم هيلاري كلينتون "الإخونجية"، أي المرشّحة التي دعمت، إبّان كانت وزيرةً للخارجية في بلادها، وصول "الإخوان المسلمين" إلى السلطة في مصر، في غضون الربيع العربي الذي كانت ثورة 25 يناير، في أثنائه، "مؤامرةً أميركية".
يُصيبك بضحكٍ كثيرٍ فائضُ الفكاهة، من هذا الطراز وغيره، في البهجة الغزيرة في وسائط إعلامٍ مصريةٍ بعد هزيمة هيلاري، لمّا "صنع ترامب التاريخ"، بتعبير صحيفة الأهرام، لكنه ضحكٌ مشوبٌ بالأسى من فرط مقادير الحماقة التي لا يبدو أنّ في وسع أي دواء أن يجعل صحافةً كهذه تتعافى منها، وهي الصحافة التي بدت كأنها في ليلة "فرح العمدة"، طالما أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أول من هنّأ ترامب، في مكالمةٍ هاتفيةٍ. يؤكّد استعصاءَ الشفاء التشفّي الطريف من هيلاري، عندما يُتذكّر طلبُها من السيسي، لمّا التقيا في نيويورك، احترام حقوق الإنسان في مصر، فيما لم يقترف ترامب أمراً كهذا في لقائه السيسي، في نيويورك أيضاً في سبتمبر/ أيلول الماضي، فلم يدسّ أنفه في شؤون مصر السيادية.
يتوازى هذا التخريفُ في جرائد السيسي وتلفزاته وإعلام أجهزته مع حالة ارتياحٍ ظاهرةٍ، عوينت في إعلام بشار الأسد وتصريحات ناسِه، منها قول (النائب!) شريف شحادة، إنه "ينبغي أن نكون متفائلين بحذر".