اتصل بنا
 

عن العباءة الصينية

نيسان ـ نشر في 2016-11-17 الساعة 11:58

النقد البناء والمنهجي في تمييز الدراهم وإخراج الزيف منها، وتجنب النقد الانطباعي والمزاجي والانتقائي، وعدم التفنن في تقزيم الشخصيات المجتمعية والتقليل من شأنها، والبحث عن بدائل مقنعة ورائدة للسلبيات في المجتمع.
نيسان ـ

النقد لغة : تمييز الدراهم واخراج الزيف منها ، قال سيبويه : " تنقي يداها الحصى في كل هاجرةٍ ، نفي الدنانير تنقادُ الصيّاريف " .

ما نراه اليوم وعلى الاغلب ، ان المزيف ينقد المزيف ، فيكون الانتاج زبد يذهب جفاء . فلذا اكثر ما اخشاه على المجتمع هو النقّاد انفسهم ، لان نقدهم انطباعي ومزاجي ولا منهجي وانتقائي ، فعلى عين الناقد ان تكون واسعة ، وقلبه سليم ، وعقله محايد خالي من الشوائب والترسبات والاحكام المسبقة .

قبل كل زيارة ملكية كريمة ،او زيارة لمجلس الوزراء الموقر، وبعد كل حدث عارض يحدث في المحافظة او لواء ذيبان ، تتسابق اقلام التجريح في التفنن بتقزيم الشخصيات المجتمعية ، والتقليل من دورها ، واتهامها بالنفاق والتزلف والامعان في الترجيح من اجل التجريح .

لمصلحة من تذويب الشخصيات الاجتماعية والتقليل من شأنها والفت في عضدها ، والسخرية من قدرها ، فالنقد السلبي العام مقبرة المجتمعات ، ووأد لمعالم الخير فيه ، وطمس للهوية المجتمعية .

من يقف وراء مصطلح " العباءة الصينية " ، وماذا يريد ؟ ، وهل الذي يطلقون هذا المصطلح ويتفننون في الايذاء ، اكثر قدرا من العباءة واكثر فاعلية ؟ ، واذا تم وضعهم في الميزان ، هل يكون لهم وزن اكثر من خيوط العباءة ؟ !

ان الامعان في الاتهامية لاجل الاتهامية ، دون ايجاد بديل مقنع ورائد ، ما هو الا انهزامية وانكفاء سلبي على الوجه الفارغ ، " صن النفس واحملها على ما يزينها ، تعش سالما ، والقول فيك جميل " .

لا ننكر ان السلبيات في المجتمع تفوق حدود المعقول ، لكن البدائل المتاحة والتي تكيل الاتهام جزافا ، تجر المجتمع الى مصير مفجع وكارثي ، " كالمستجير من الرمضاء بالنار " .

يقول جون دوي عن جوهرالتفكير الناقد : " مراعاة العلاقات الاجتماعية السائدة دون غلو في الاستئصال لمن يخالفك الرأي " .

ويقول جورجي زيدان : " الانتقاد يعني ابراز الاستحسان والنقص على السواء " .

فعلى " عين الناقد ان تكون بصيرة " ، " واكيس الكيسين من حاسب نفسه " ، " واوعظ نفسه " ، " فمن حاسب نفسه ربح " ، فمحاسبة النفس علامة صحة في التفكير ودليل يقظة للضمير والحس الانساني .

ايها الموغِلون في النقد من اجل مجتماتكم ، تمهلوا في اعطاء الاحكام المعلبة ، وليكن نقدكم منصفا في تقييمه " لأن التحيز والتحامل يربكان العقول " .

نيسان ـ نشر في 2016-11-17 الساعة 11:58


رأي: ماهر قطيش

الكلمات الأكثر بحثاً