اتصل بنا
 

(الاخوان المسلمين) .. حين تأكل الأم صغارها

نيسان ـ نشر في 2016-11-17 الساعة 19:08

x
نيسان ـ

كتب إبراهيم قبيلات...فجّر الإسلامي هشام خريسات، نقاشا نقابياً، قبل أيام، حينما فتح الباب على مصراعيه أمام الكفاءات الأردنية؛ للتعيين في منصب أمين عام نقابة المهندسين، في تكسير "لتابوهات" إخوانية أبقت المنصب رهين تحالفاتها وأمزجتها وضمن حسابات أبعد ما تكون عن مراعاة وتفضيل المصلحة العامة، بتماهٍ واضح مع أمراض الادارة الرسمية.

حديث الخريسات يكشف النقاب عن عقلية قيادة الإخوان المسلمين، التي أدارت الجماعة لنحو سبعة عقود، فيما يواصل كل من يمتلك رأياً مخالفا لرأي القادة القفز من القارب، والعوم منفرداً.

أدرك السياسيون منذ ظهور مبادرة زمزم للبناء، قبل نحو ثلاثة أعوام، أن "السوس" بدأ يأكل خيط الجماعة، في انعكاس حقيقي لأزمات إدارية وبنيوية متراكمة، لكن حلفاء الأخوان راهنوا على التقاط اللحظة، ووقف حالة النزف الاخواني، والبدء فوراً بإجراء معالجات حقيقية تضمن الدفع بالمسيرة الحزبية إلى الأمام، لكن شيئا من ذلك لم يحدث.

تأتي حادثة الخريسات بعد أيام قليلة من انتكاسة أخوانية في العبدلي، كان نبّه لها الخريسات عبر تساؤلات "فيسبوكية" حول دواعي استمرار مرشح كتلة الإصلاح، الدكتور عبد الله العكايلة لرئاسة مجلس النواب، بعد أن بدت له القصة واضحة، لكن الجماعة لم تسمع وواصلت تعنتها، فماذا كانت النتيجة؟.

"نتيجة" هزّت الجماعة، وهزت قواعدها، فلا هم حازوا كرسي الرئيس، ولا ظفروا بعضوية اللجان، ولا سمعوا أصواتاً من داخلهم تحاول دب الحياة في شرايينهم وإيقاظهم من غفوتهم.

ماذا لو استمعت الجماعة لهذا الصوت وفكرت معه بهدوء؟ أليس من الأفضل محاورة العقول بدلاً تطفيشها لصالح تقريب آخرين رأوا "في المنام" فوزها، وأن حضورها في المحافظات والأطراف سيمكنها من تغيير قواعد اللعبة مع الرسمي؟.

نتفهم ارتدادات العلاقة المتوترة بين الأخوان والأجهزة التنفيذية في الدولة، لكن أن تستمر الجماعة في إدارة ملفاتها بعقلية القلعة، فإن ذلك يعني هرولة دائمة باتجاه الانتحار.

إن حزباً فشل مبكراً في إجراء معالجات جراحية، وانتزاع الأشواك من كفيه، لن يقدر على مجرد الاستماع لنصيحة من إسلامي أخواني، وسيمضي حاملاً "جنين تشظيه" في أحشائه، بعد أن اكتفى التنظيم بالتفريخ الدائم لتشكيلات جديدة بدلا من مواجهة ما يعترض مشواره من تحديات .

بالمقابل، يتجلى الأخوان وهم يؤشرون إلى الجهات الرسمية باعتبارها وراء كل عناوين الفشل والأزمات المتتالية التي لحقت بالتنظيم، لكن أحدا منهم لا يجرؤ على توجيه أصابع الاتهام إلى القادة بوصفهم معصومين عن الخطأ.

نيسان ـ نشر في 2016-11-17 الساعة 19:08

الكلمات الأكثر بحثاً