اتصل بنا
 

هل ينجح (الليبراليون) في تعيين السالم محافظا للمركزي؟

نيسان ـ نشر في 2016-11-20 الساعة 23:08

x
نيسان ـ

ينخرط معسكر الليبراليين وفريق "الصلعان" بالضغط على مراكز القرار، لضمان تعيين وزير المالية السابق، ورئيس مجلس إدارة "كابيتال بنك"، الدكتور باسم السالم محافظا للبنك المركزي، بعد أن انتهوا من تشكيل "لوبي"، لا همّ له إلا تدعيم نفوذه، وتثبيته بمسامير في سقف "المركزي".

تأتي محاولات الليبراليين بعد أن خسر "كابتال بنك" نحو 250 مليون دولار في كردستان العراق، وهو ما يعني أن التعيين، إما سيكون للتغطية على الخسارة أو تعويضها، وإنقاذ السالم من تبعات المحاسبة القانونية وكُلَفها. لكن البنك ينفي أخبار الخسارة جملة وتفصيلا.

بالمقابل، هناك من يقول إن "كابيتال بنك" لم يخسر 250 مليون دولار، إنما حجز البنك المركزي العراقي على الودائع في البنوك لنقص السيولة من العملات الاجنبية، وبدأ بالإفراج التدريجي عنها بعد قرض صندوق النقد البالغ 7 مليارات دولار، ومن باب التحوط اخذ البنك المركزي الأردني احتياطات من أرباح "كابيتال بنك" في الأردن لتقابل استثماراته كلها في العراق.

اعتاد المطبخ الليبرالي منذ عام 2006 وحتى 2008 استخدام مثل هذه الأساليب، إلى جانب إعادة تدوير الأسماء نفسها، وبالأدوات ذاتها، في حين وصلت المديونية اليوم إلى 24 مليار دينار، فيما تحضر الحكومةُ كـ "شاهد زور" لزيادة الضرائب على المواد الأساسية استجابة لمطالب صندوق النقد الدولي.

إن تعيين سعيد دروزة رئيسا لمجلس إدارة الملكية، وبشر جردانة رئيس شركة موارد، إضافة إلى تعيين صلاح البشير ومازن دروزة أعضاء في مجلس السياسات الاقتصادية يعني أن المشهد الليبرالي يواصل مسيرته نحو السيطرة على المفاصل الحسّاسة في الدولة الأردنية.

لعّل ذاكرة شعبنا تحتاج شيئا من التحفيز، لتعود إلى الوراء سنوات قليلة، وحينها سنتأكد أن ما نريده هو محافظ للبنك المركزي يتمتّع باستقلالية ونزاهة ولا يخشى ضغوطات الداخل أو الخارج، في ما يخصّ التدقيق على إيرادات الدولة من منح خارجية وغيرها، حفاظا على مقدّرات الوطن والمواطنين.

ومن حقّ الأردنيين مراجعة دفاتر الليبراليين وإخضاعهم لمساءلة لا ترحم، مساءلة تشمل ما حقّقوه وما نهبوه أيضا، ومن حقّ الأردنيين أيضا الدفاع عن أحلامهم وتطلّعاتهم، وعدم التنازل عنها طالما أتقن الناس فن الرتق للثوب لا للجسد.

كل ذلك يضعنا أمام التساؤل التالي: لماذا لا يفكّر هؤلاء إلاّ بأنفسهم؟ ولماذا علينا أن نتحمّل فسادهم وأجنداتهم الخارجية ورفضهم النقد والمحاسبة برغم ادعائهم المتكرّر بأنهم رموز الانفتاح والديمقراطية والليبرالية منذ نحو عقدين؟.

نيسان ـ نشر في 2016-11-20 الساعة 23:08

الكلمات الأكثر بحثاً