اتصل بنا
 

محمد القضاة.. نائب بأدوات خطيب الجمعة

نيسان ـ نشر في 2016-11-22 الساعة 15:13

x
نيسان ـ

كتب إبراهيم قبيلات.. ببراعة، فاز النائب، الوزير الداعية السابق، محمد نوح القضاة بخطف الأضواء طوال مساء أمس، بعد أن نقل أدوات خطابة الجمعة إلى صالة مجلس النواب، في سياق رفضه لنهج الحكومة الاقتصادي والسياسي.

أبدع النائب في محاكاة مشاعر الأردنيين، قبل تجييشها بخمسة عشر دقيقة، وثقتها شاشة الأردنيين الرسمية، وتناقلها الناشطون، بين متحمس لقدرة الوزير على فض بكارة المفردات المؤكدة لرجولة الأردنيين وبطولتهم، برغم وصولهم "خط الجوع"، ورافض لكلمة الوزير باعتبارها "خطبة إنشائية" خلت من مضامين وأفكار وبرامج تصويبية، قابلة للتطبيق على أرض الواقع.

"ما فائدة ارتفاع سقف الخطاب تحت القبة إذا كان النائب قزمًا"؟ يتساءل النائب الذي يدرك أن مجرد عزفه على وتر حاجة الناس يعني أنه سيحظى بتصفيق شعبي حار، واستقبال حافل لدى المجاميع البشرية، ويدرك الداعية أيضا أن الحديث عن البطولات والرجولة هي عناوين "حربية" تستهوي الأردنيين، وتفعل فعلها فيهم، فأبدع في اجتراح ما لذ وطاب من مفردات المديح والثناء من وزن أنتم الرجال الرجال، وأنتم منجم القوة والإرادة.

في الحقيقة، خرج الداعية حليفا لأطراف القبة؛ حكومة ونوابا، ألم يقسم أيمانا مغلظة بأن الحكومة لا تسرق وأن اعضاءها أكْفَاء؟، بعد أن "غازل" وزير التربية والتعليم، د. محمد الذنيبات الذي رفض توقيع اتفاقية وادي عربة، قبل نحو ربع قرن، لكنه اليوم عضو في الفريق الحكومي؛ لتأكيد أن الرزق بيد الله، ثم أن الحكومة لا تحتاج إلاّ لثورة بيضاء في وزاراتها، تكنس بها صغار الفاسدين.

تجنّب النائب الحديث عن برنامج الحكومة وأدواتها لكسب الثقة، مكتفيا بخطاب ديني، تخلله حديث سريع عن أثر صندوق الزكاة في تعزيز أمن الأردنيين اقتصاديا، لكنه لم يتحدث عن عجز الحكومة في خفض مديونيتنا العالية، ولم يتحدث أيضا عن خضوع الحكومة لاشتراطات صندوق النقد الدولي وأثرها في ارتفاع أسعار سلع الأردنيين الرئيسية.

وفي إضبارة توقيع اتفاقية الغاز مع العدو الإسرائيلي قدم النائب وصفا سحريا لوزير الطاقة حين قال:" يوقّف هون وزير الطاقة ويقول للأردنين يا اخوان أكثر من هيك ما بقدر، أنا مجبر".

بهذه البساطة تحل الإشكاليات الاقتصادية من وجهة نظر النائب الذي أحال القبة إلى مسجد واسع، أمّه مصلون من دون وضوء، في حين تشتد حاجة الناس لبرلمانيين يمتلكون أدوات الرقابة والتشريع؛ ليناقشوا برنامج الحكومة برؤية واضحة وأهداف معلنة.

يظهر فضيلة الشيخ القضاة، رئيس مجلس إدارة جمعية نوح القضاة للرفادة، وكأنه على ثأر قديم مع مجلس النواب، فقبل سنوات، وتحت القبة ذاتها، خضع لاستجواب نواب حول اختلاس 150 الف دينار من التبرعات التي وفّرتها الجميعة، التي قالت في حينه إن المبلغ ذهب إلى مديرها سلفة.

نيسان ـ نشر في 2016-11-22 الساعة 15:13

الكلمات الأكثر بحثاً